(
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وقد خاب ) أي لم ينجح ولا ظفر بمطلوبه ، والظلم يعم الشرك والمعاصي وخيبة كل حامل بقدر ما حمل من الظلم ، فخيبة المشرك دائما وخيبة المؤمن العاصي مقيدة بوقت في العقوبة إن عوقب . ولما خص
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري الوجوه بوجوه العصاة قال في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وقد خاب من حمل ظلما ) أنه اعتراض كقولك : خابوا وخسروا حتى تكون الجملة دخلت بين العصاة وبين من يعمل من الصالحات ، فهذا عنده قسيم (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وعنت الوجوه ) . وأما
ابن عطية فجعل قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112ومن يعمل - إلى -
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112هضما ) معادلا لقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وقد خاب من حمل ظلما ) لأنه جعل (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وعنت الوجوه ) عامة في وجوه الخلائق . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112من الصالحات ) بيسير في الشرع لأن ( من ) للتبعيض والظلم مجاوزة الحد في عظم سيئاته ، والهضم نقص من حسناته قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقال
قتادة : الظلم أن يزاد من ذنب غيره . وقال
ابن زيد : الظلم أن لا يجزى بعمله . وقيل : الظلم أن يأخذ من صاحبه فوق حقه ، والهضم أن يكسر من حق أخيه فلا يوفيه له كصفة المطففين يسترجحون لأنفسهم إذا اكتالوا ويخسرون إذا كالوا . انتهى .
والظلم والهضم متقاربان . قال
الماوردي : والفرق أن الظلم منع الحق كله والهضم منع بعضه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وَقَدْ خَابَ ) أَيْ لَمْ يَنْجَحْ وَلَا ظَفَرَ بِمَطْلُوبِهِ ، وَالظُّلْمُ يَعُمُّ الشِّرْكَ وَالْمَعَاصِيَ وَخَيْبَةَ كُلِّ حَامِلٍ بِقَدْرِ مَا حَمَلَ مِنَ الظُّلْمِ ، فَخَيْبَةُ الْمُشْرِكِ دَائِمًا وَخَيْبَةُ الْمُؤْمِنِ الْعَاصِي مُقَيَّدَةٌ بِوَقْتٍ فِي الْعُقُوبَةِ إِنْ عُوقِبَ . وَلَمَّا خَصَّ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ الْوُجُوهَ بِوُجُوهِ الْعُصَاةِ قَالَ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ) أَنَّهُ اعْتِرَاضٌ كَقَوْلِكَ : خَابُوا وَخَسِرُوا حَتَّى تَكُونَ الْجُمْلَةُ دَخَلَتْ بَيْنَ الْعُصَاةِ وَبَيْنَ مَنْ يَعْمَلُ مِنَ الصَّالِحَاتِ ، فَهَذَا عِنْدَهُ قَسِيمٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وَعَنَتِ الْوُجُوهُ ) . وَأَمَّا
ابْنُ عَطِيَّةَ فَجَعَلَ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112وَمَنْ يَعْمَلْ - إِلَى -
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112هَضْمًا ) مُعَادِلًا لِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ) لِأَنَّهُ جَعَلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وَعَنَتِ الْوُجُوهُ ) عَامَّةً فِي وُجُوهِ الْخَلَائِقِ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112مِنَ الصَّالِحَاتِ ) بِيَسِيرٍ فِي الشَّرْعِ لِأَنَّ ( مِنْ ) لِلتَّبْعِيضِ وَالظُّلْمُ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ فِي عِظَمِ سَيِّئَاتِهِ ، وَالْهَضْمُ نَقْصٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : الظُّلْمُ أَنْ يُزَادَ مِنْ ذَنْبِ غَيْرِهِ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : الظُّلْمُ أَنْ لَا يُجْزَى بِعَمَلِهِ . وَقِيلَ : الظُّلْمُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ صَاحِبِهِ فَوْقَ حَقِّهِ ، وَالْهَضْمُ أَنْ يَكْسِرَ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ فَلَا يُوَفِّيَهُ لَهُ كَصِفَةِ الْمُطَفِّفِينَ يَسْتَرْجِحُونَ لِأَنْفُسِهِمْ إِذَا اكْتَالُوا وَيُخْسِرُونَ إذَا كَالُوا . انْتَهَى .
وَالظُّلْمُ وَالْهَضْمُ مُتَقَارِبَانِ . قَالَ
الْمَاوَرْدِيُّ : وَالْفَرْقُ أَنَّ الظُّلْمَ مَنْعُ الْحَقِّ كُلِّهِ وَالْهَضْمُ مَنْعُ بَعْضِهِ .