السؤال
ما معنى كلمة ليبرالية؟
ما معنى كلمة ليبرالية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمك رشدك ويبلغك مناك.
فإننا نريد لأهل الإسلام أن يتميزوا بمصطلحاتهم، ويخالفوا أعداءهم، لأننا أمة قائدة لا مقودة، ولأن تقليد الأعداء في مصطلحاتهم أو في لباسهم أو في طريقة حياتهم يدل على هزيمة نفسية، وقد يدل على حبهم، وهنا تكون الخطورة! كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن التشبه في الظاهر يدل على محبة في الباطن) ومن هنا كان تشبه الصحابة بالرسول الله صلى الله عليه وسلم على خطاه دليل على صدق محبته صلى الله عليه وسلم.
وقد أراد الإسلام لأتباعه أن يكونوا متميزين في كل صغيرة وكبيرة، ولما قال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا، وكانت الكلمة تعني عند اليهود معنى آخر، وهو الرعونة والطيش، نهاهم الله عن استخدام هذه الكلمة، فقال سبحانه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا))[البقرة:104]^.
وبذلك فنحن نخطئ حين نستخدم كلمة ليبرالية أو ديمقراطية، لتدلنا على بعض ما في كلمة الشورى من معان، أو نستدل بها على التحرر والحرية والقبول بالآخر.
ولا شك أن الفرق كبير وواسع بين دلالة كلمة الشورى وبين الديمقراطية؛ لأن الشورى تحتكم إلى ضوابط وأحكام الشرع، بخلاف الديمقراطية التي أباحت حتى الشذوذ في بعض بلاد الغرب، بل وقننت للفواحش، وشجعت المفسدين لأن العبرة بكثرة الأصوات لا بصوابها، فإذا صوتت مجموعات السكارى على شرب الخمر، فلابد أن يجيزوه، ولكن الشورى جزء من التصور الإسلامي الذي يعطي العقل حدوده، ويجعل للحرية أسوار تحكمها؛ لأن حرية الإنسان تنتهي عندما تبدأ حريات الآخرين، فديننا يحرم الضرر والضرار، فإذا كانت كلمة ليبرالية تعني الديمقراطية أو الحرية، ففي ديننا ما هو أرفع وأكمل، وهل تأخرنا إلا يوم تركنا ديننا وأصبحنا نأخذ من الشرق والغرب.
ولا يخفى على ابننا الفاضل أن الظالمين يكيلون بمكيالين، فهم يقبلون الديمقراطية إلا إذا ولدت إسلاماً، ويأخذون بالحرية إلا إذا كانت نتيجتها لصالح الحق والشرع، فإنهم عند ذلك ينقلبون عليها.
ونحن نوصي شبابنا بالحرص على فهم الإسلام والتمسك بقيمة ومعانيه السامية، والتي لا يمكن للدنيا أن تسعد إلا بها، وشكراً لابننا الفاضل على اختياره لهذا الموقع، ومرحباً به بين آبائه والإخوان.
وبالله التوفيق والسداد.
جزاك الله كل خيرا شيخنا وسسد خطاك وبلغك مناك
أحب إسلام ويب حباً شديداً