السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحدث الأهم في حياتي هو البدء باستخدام لسترال، وكنت قد استشرتكم قبل عدة سنوات في استخدامه وشجعتموني على ذلك، -ولله الحمد- أصبحت أكثر انطلاقا وحريّة، إذ كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي الحاد، وتطور الأمر إلى وسواس قهري، وبعد استخدام العلاج تغيرت 180 درجة، وما عدت ذلك الخجول المنطوي، بل المتحدث الجريء، والذي ينظر إلى الحياة من منظور مختلف.
لقد استمررت في البداية على اللسترال لمدة سنتين، وأحببت بعدها قطع العلاج، ولكن بعد قطعي للعلاج أحسست برجوع الاكتئاب، وكثرة الوساوس، بالإضافة إلى عودة الخجل والصمت المطبق، عندها قررت الرجوع إلى العلاج، والآن مضى ما يقارب الثلاث سنوات، فأصبح المجموع خمس سنوات من استخدام اللسترال، أو أقل قليلا بما يقارب حبة واحدة فقط.
الآن يا دكتور لدى سؤالان:
السؤال الأول: أنا قررت أن أستخدم اللسترال مدى الحياة، خصوصًا وأن طبيعتي الوراثية طبيعة خجولة، وهذا ما أجده لدى جميع أفراد العائلة، فهل هناك ضرر من الاستمرار على العلاج؟ وهل هذا الدواء يضاعف الحالة المرضية فيما بعد ويسبب خللا في طريقة عمل الدماغ؟
السؤال الثاني: ما الحل في هذه النوبات الدورية الّتي تأتيني على شكل عودة جزئية للاكتئاب والوسواس والخجل حتى مع تناول العلاج؟ حيث إنها تأتي في بعض الفترات وتستمر عدة أسابيع حتى يصيبني اليأس من العلاج، فأستمر في تناوله -وبحمد لله- تعود حالتي أحسن من السابق بعد مشقة وجهد.
الأمر الأخير: هو ما حدث معي قبل سنتين إذ انصرفت إلى قراءة كتب التنوير والتصوف، وحدث لي أمر غريب، حيث أشك أني دخلت في حالة نورانية، مع ارتياح عميق، وأصبحت أكثر التزامًا في الصلاة وقراءة القرآن والذكر، حتى أنني أصبحت أتقمص دور المعلم الروحي الّذي يحاول أن يخلص المحيطين به من الرغبة والجشع، والكف عن التطلب، حتى أنني فكرت بترك الدواء لمجرد أن إرادتي في التخلص من الخجل، أو الاكتئاب ليست سوى رغبة طامعة نحو المزيد، فهل الأدوية النفسية تسبب مثل هذه الحالات من التصوف؟
وشكرًا لكم.