السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
في السنوات الأخيرة تشبثت بطريق الالتزام، وصرت أحمل هم الأمة ونهوضها، وابتدأت أفكر في الزواج،
وبعد أن اخترت فتاةً من العائلة وتعرفت إليها قليلاً، أعلنت رغبتي في الزواج منها، وقمت بطرح مجموعة من المواضيع: الرجوع إلى الدين في كل مسائل الحياة، والتزام أحكامه، التزامها بالحجاب -حيث أنها ليست محجبةً الآن-، حفظ القرآن لكلينا، تعلم العلوم الشرعية في حدود الاستطاعة؛ حتى نشكل النواة الأولى لتعليم أبنائنا -خاصةً مع صعوبة توفر ذلك في المهجر-، فوافقَت على كل ما ذكرت لها من مسائل، فاستخرت وخطبتها.
رأيتها أول مرة وكانت صغيرةً، وتواصُلنا القليل كان عبر رسائل نصية فقط، أي أنني لا أعرف عنها إلا ما تبدي لي هي، وبعد الخطبة تكلمت معها في الحجاب، فردت بأنها تحتاج إلى وقت، رغم أنها مقتنعةٌ، وتعلم أنها آثمةٌ ما دامت غير متحجبة، لكنها لا تريد ارتداء الحجاب والرجوع عنه، بل تحتاج لوقت أكثر وحسب.
والظاهر -والله أعلم- أنها تحس بجمالها، ولا تريد الالتزام من الآن، كما أرسلت لها دروساً في فقه الطهارة، وما يبتدأ به من العلم، وأوضحت لها منهج التعلم، وإنه يجب مجاهدة النفس، لكني لم أجد لها عزماً، علمًا أنها توافقني الرأي في غالب المواضيع؛ فقط تجنباً للخلاف، رغم أنها ليست راضيةً.
صرت محتاراً بين أن أكمل أو أتراجع خوفاً من أن تحس أنني أخنقها بالتدين، أو أن لا أجد فيها الأم العارفة بأحوال الأمة وما يعرض لها، والمتعلمة التي تحض الأولاد على التعلم وخدمة الأمة الإسلامية، بل أن تكون غير مهتمةٍ بما أريد!