السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي التي أعاني منها قد بدأت منذ ثلاث سنوات، ومع أني بحثت فيها كثيرا من قبل، إلا أنني اليوم وبسبب موقف حدث معي في المدرسة قررت أن أتحدث لكم عنها لعلي أجد عندكم ما ينفعني، فأنا لم أحدث بها مخلوقا من قبل، ولكن كلي ثقة بأن لديكم اختصاصيين يجمعون بين العلم والدين، قادرون على انتشالي من هذا الضيق.
عمري ١٥ سنة، وأما مشكلتي فهي الحاجة المستمرة إلى بلع الريق سواء كنت وحدي أدرس، أصلي، أقرأ القرآن، أو كنت أكلم أحدا، حيث كانت حالتي أسوأ السنة الماضية، كنت أعاني لأقوم بمحادثة طبيعية أو لأبدو طبيعية أمام محدّثي دون أن يلاحظ شيئا من بلع ريقي أو غيره، لكن هذه السنة لأنني قوية الإرادة وطموحة وأريد أن أحقق نجاحا ومكانة عظيمة في حياتي المستقبلية، ولأنني حصّلتُ المجموع الدراسي التام، وعيون الطالبات والمدرسين والمدرسات كلها علي أنا الطالبة الأكثر تفوقا، تعلمت كيف أهدئ نفسي، صرت مرتاحة أكثر في الحديث، وأجادل أساتذتي، ولو خطؤوني أقنعهم بصحة كلامي.
الطالبات الجديدات والقديمات، الأساتذة والمدرسات كلهم معجبون بشخصيتي، استطعت أن أبرز نفسي، واعتقدت أن مشكلة البلع لم تعد تؤثر علي، حيث كنت أخفيها بسعلة تليها بلعة أو أتظاهر أنني أستخدم المنديل، أو أحرك شيئا كي لا يظهر الصوت، وأخفض رأسي، اعتقدت أنني تكيّفت مع الوضع، ولا أحد يلاحظه، ويعتقدون بقوة شخصيتي.
وأما الموقف الذي جرى اليوم أذكره فأشعر بحرقة في قلبي وكأن كل شيء فشل، وكأن صورتي التي عانيت حتى بنيتها طوال هذه السنة قد هدمت، كأنني نقصت في عين كل من رآني، لم يكن أحد غائب اليوم، جميعهم رأوني، كل ما في الأمر أنني كنت أقوم بالإجابة على بعض أسئلة (السبر) عند السبورة أمام الجميع، فكأن شيئا هبط على قلبي، وأثقل علي لساني، وجعل قدمي ترتجفان، ثم بدأت أتكلم ثم أبلع البلعة تلو الأخرى.
بالتأكيد كنت قد صعدت لتسميع الدروس من قبل، وقدمت المشاريع، وشرحت دروسا، ولكن لم يحدث لي كل هذا، كنت أشعر بهدوء أكثر، وأبلع ريقي خلال فترات أطول بشكل لا يلاحظ كثيرا، ثم هناك مشروع (العلوم)، وشرح لدرس (الوطنية) يجب علي تحضيرهما وشرحهما بعد هذا الموقف الذي صعق ثقتي بنفسي وأعادها إلى الصفر، شعرت بالدوار، شعرت بعدم القدرة على الكلام، لا أريد هذا أن يتكرر، أنا جدا طموحة ولن أسمح لهذه المشكلة بأن تفسد حياتي وتمنعني من إبراز نفسي ومواهبي.
أنا لدي موهبة في شرح الدروس، أريد أن أُري الجميع تلك الموهبة التي لدي، وأكون مرتاحة في الكلام،
ربما أطلت في الشرح، وكتبت تفاصيل غير ضرورية، ولكنني أردت أن أعبر لكم عن سوء تأثير هذا الأمر علي، حياتي كلها متوقفة عليه، لذا سامحوني على الإطالة، وقدموا لي إجابة تشفي قلبي وتثبتّه، فأنا مؤمنة بالمستحيل، ومؤمنة بأن الله على كل شيء قدير، ويستطيع أن يوقف مشكلتي وكأنها لم تكن،
أنتظر ردكم بفارغ الصبر.
والشكر الجزيل لكم.