قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=36وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=36وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا أي كم أهلكنا يا
محمد قبل قومك من أمة هم أشد منهم بطشا وقوة .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=36فنقبوا في البلاد هل من محيص أي ساروا فيها طلبا للمهرب . وقيل : أثروا
[ ص: 22 ] في البلاد ; قاله
ابن عباس . وقال
مجاهد : ضربوا وطافوا . وقال
النضر بن شميل : دوروا . وقال
قتادة : طوفوا . وقال المؤرج : تباعدوا ; ومنه قول
امرئ القيس : وقد نقبت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب ثم قيل : طافوا في أقاصي البلاد طلبا للتجارات ، وهل وجدوا من الموت محيصا ؟ . وقيل : طوفوا في البلاد يلتمسون محيصا من الموت . قال
الحارث بن حلزة : نقبوا في البلاد من حذر المو ت وجالوا في الأرض كل مجال وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية : " فنقبوا " بفتح القاف وتخفيفها . والنقب هو الخرق والدخول في الشيء . وقيل : النقب الطريق في الجبل ، وكذلك المنقب والمنقبة ; عن
ابن السكيت . ونقب الجدار نقبا ، واسم تلك النقبة نقب أيضا ، وجمع النقب النقوب ; أي خرقوا البلاد وساروا في نقوبها . وقيل : أثروا فيها كتأثير الحديد فيما ينقب . وقرأ
السلمي يحيى بن يعمر " فنقبوا " بكسر القاف والتشديد على الأمر بالتهديد والوعيد ; أي طوفوا البلاد وسيروا فيها فانظروا هل من الموت محيص ومهرب ; ذكره
الثعلبي . وحكى
القشيري " فنقبوا " بكسر القاف مع التخفيف ; أي أكثروا السير فيها حتى نقبت دوابهم .
الجوهري : ونقب البعير بالكسر إذا رقت أخفافه ، وأنقب الرجل ، إذا نقب بعيره ، ونقب الخف الملبوس أي تخرق . والمحيص مصدر حاص عنه يحيص حيصا وحيوصا ومحيصا ومحاصا وحيصانا ; أي عدل وحاد . يقال : ما عنه محيص أي محيد ومهرب . والانحياص مثله ; يقال للأولياء : حاصوا عن العدو وللأعداء انهزموا .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=37إن في ذلك لذكرى أي فيما ذكرناه في هذه السورة تذكرة وموعظة
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=37لمن كان له قلب أي عقل يتدبر به ; فكنى بالقلب عن العقل لأنه موضعه ; قال معناه
مجاهد وغيره . وقيل : لمن كان له حياة ونفس مميزة ، فعبر عن النفس الحية بالقلب ; لأنه وطنها ومعدن حياتها ; كما قال
امرؤ القيس : أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل وفي التنزيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=70لينذر من كان حيا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17335يحيى بن معاذ : القلب قلبان ; قلب محتش بأشغال الدنيا حتى إذا حضر أمر من الأمور الآخرة لم يدر ما يصنع ، وقلب قد احتشى بأهوال الآخرة حتى إذا حضر أمر من أمور الدنيا لم يدر ما يصنع لذهاب قلبه في
[ ص: 23 ] الآخرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=37أو ألقى السمع أي : استمع القرآن . تقول العرب : ألق إلي سمعك أي : استمع . وقد مضى في " طه " كيفية الاستماع وثمرته .
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=37وهو شهيد أي شاهد القلب ; قال
الزجاج : أي قلبه حاضر فيما يسمع . وقال
سفيان : أي لا يكون حاضرا وقلبه غائب . ثم قيل : الآية لأهل الكتاب ; قاله
مجاهد وقتادة . وقال
الحسن : إنها في
اليهود والنصارى خاصة . وقال
محمد بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=12045وأبو صالح : إنها في أهل القرآن خاصة .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب تقدم في الأعراف وغيرها ، واللغوب التعب والإعياء ، تقول منه : لغب يلغب بالضم لغوبا ، ولغب بالكسر يلغب لغوبا لغة ضعيفة فيه . وألغبته أنا أي أنصبته . قال
قتادة والكلبي : هذه الآية نزلت في
يهود المدينة زعموا أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة ، واستراح يوم السبت ; فجعلوه راحة ، فأكذبهم الله تعالى في ذلك .