يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب .
[26] يا داود في الكلام حذف يدل عليه ظاهر الكلام، تقديره: وقلنا له: يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض تدبر أمر العباد بأمرنا، والخليفة: من استخلف مكان من كان قبله، مأخوذ من أنه خلف لغيره، [ ص: 21 ] يقوم مقامه في الأمر الذي أسند إليه فيه; كما قيل: خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأما الإمام، فمأخوذ من التقدم على غيره في سائر الأمور الشرعية، وعلى الرعية كلها أن يطيعوه في أمره، ويتدبروا بتدبيره، فهو المقدم عليهم إذا انعقد له ذلك بالحجة التي يجب على الجماعة التسليم لها، والانقياد لمن دعا إليها. أبو بكر
فاحكم بين الناس بالحق بالعدل، والحكم لغة: الفصل، وشرعا: أمر ونهي يتضمن إلزاما ولا تتبع الهوى هوى النفس فيضلك نصب، جواب، أو جزم جواب النهي، وفتحت اللام للساكنين عن سبيل الله عن الدلائل الدالة على الوحدانية.
إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب أي: بتركهم الإيمان به، والإعداد له.
* * *