فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين . [ ص: 122 ]
[19] وسمع سليمان كلام النمل من ثلاثة أميال، وقيل: كان اسمها طاخية.
وعن : أنه دخل الكوفة، فالتف عليه الناس، فقال: سلوا عما شئتم، وكان قتادة -رضي الله عنه- حاضرا وهو غلام حدث، فقال: سلوه عن نملة أبو حنيفة سليمان، أكانت ذكرا أم أنثى؟ فسألوه، فأفحم، فقال : كانت أنثى، فقيل له: من أين عرفت؟ فقال: من كتاب الله، وهو قوله: أبو حنيفة قالت نملة ولو كان ذكرا، لقال: قال نملة وذلك أن النملة مثل الحمامة والشاة في وقوعها على الذكر والأنثى، فيميز بينهما بعلامة; نحو قولهم: حمامة ذكر، وحمامة أنثى، وهو وهي .
روي أنه لما أشرف على الوادي، حبس جنده حتى دخل النمل بيوتهم. وروي أنه قال لعظيم النمل: لم قلت ادخلوا مساكنكم، أخفت عليهم مني ظلما؟ قال: لا، ولكن خشيت أن يفتنوا بما يرون من ملكك، فيشغلهم ذلك عن طاعة الله .
فتبسم ضاحكا حال مؤكدة، والتبسم أول الضحك، وهو ما لا صوت له من قولها تعجبا من حذرها وتحذيرها.
وقال رب أوزعني ألهمني. قرأ ، ورش : (أوزعني) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها . [ ص: 123 ] والبزي
أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين أي: في جملتهم، قال : يريد مع ابن عباس إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب ومن بعدهم من النبيين .
* * *