بسم الله الرحمن الرحيم
آ. (1) قوله: إذا طلقتم : فيه أوجه، أحدها: أنه خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ الجمع تعظيما كقوله:
4271- فإن شئت حرمت النساء سواكم وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا
الثاني: أنه خطاب له ولأمته والتقدير: يا أيها النبي وأمته إذا طلقتم فحذف المعطوف لدلالة ما بعده عليه، كقوله:
4272 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إذا حذفته رجلها. . . . . . . . . . . . . . . .
أي، ويدها، وتقدم هذا في سورة النحل عند تقيكم الحر . الثالث: أنه خطاب لأمته فقط بعد ندائه عليه السلام، وهو من تلوين الخطاب، خاطب أمته بعد أن خاطبه. الرابع: أنه على إضمار قول، أي: يا أيها النبي قل لأمتك: إذا طلقتم. الخامس: قال : [ ص: 352 ] "خص النبي صلى الله عليه وسلم بالنداء وعم بالخطاب; لأن النبي إمام أمته وقدوتهم، كما يقال لرئيس القوم وكبيرهم: يا فلان افعلوا كيت وكيت اعتبارا بتقدمه وإظهارا لترؤسه"، في كلام حسن، وهذا هو معنى القول الثالث الذي قدمته. الزمخشري
وقوله: إذا طلقتم ، أي: إذا أردتم كقوله: إذا قمتم إلى الصلاة ، فإذا قرأت القرآن وتقدم تحقيق ذلك.
قوله: لعدتهن قال : مستقبلات لعدتهن، كقولك: "أتيته لليلة بقيت من المحرم"، أي: مستقبلا لها، وفي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم "في قبل عدتهن". انتهى. وناقشه الشيخ في تقديره الحال التي تعلق بها الجار كونا خاصا. وقال: "الجار إذا وقع حالا إنما يتعلق بكون مطلق" وفي مناقشته نظر لأن الزمخشري لم يجعل الجار حالا بل جعله متعلقا بمحذوف دل عليه معنى الكلام. وقال الزمخشري : "لعدتهن، أي: عند أول ما يعتد لهن به، وهن في قبل الطهر" وهذا منه تفسير معنى لا تفسير إعراب. وقال الشيخ : "هو على [ ص: 353 ] حذف مضاف، أي: لاستقبال عدتهن، واللام للتوقيت نحو: لقيته لليلة بقيت من شهر كذا". انتهى. فعلى هذا تتعلق اللام بـ "طلقوهن". أبو البقاء
قوله: لعل الله هذه الجملة مستأنفة لا تعلق لها بما قبلها; لأن النحاة لم يعدوها في المعلقات. وقد جعلها الشيخ . مما ينبغي أن يعد فيهن، وقرر ذلك في قوله: وإن أدري لعله فتنة لكم فهناك يطلب تحريره.
آ. (2) وقرأ العامة: " أجلهن": لأن الأجل - من حيث هو واحد - وإن اختلفت أنواعه بالنسبة إلى المعتدات. والضحاك "آجالهن" جمع تكسير، اعتبارا بأن أجل هذه غير أجل تيك. وابن سيرين