آ . (40) قوله تعالى : إلا تنصروه فقد نصره : هذا الشرط جوابه محذوف لدلالة قوله : " فقد نصره " عليه ، والتقدير : إن لا تنصروه فسينصره . وذكر فيه وجهين ، أحدهما ما تقدم ، والثاني : قال : " إنه أوجب له النصرة ، وجعله منصورا في ذلك الوقت فلن يخذل من بعده " . قال الشيخ : " وهذا لا يظهر منه جواب الشرط لأن إيجاب النصرة له أمر سبق ، والماضي لا يترتب على المستقبل فالذي يظهر الوجه الأول " . الزمخشري
قوله : ثاني اثنين منصوب على الحال من مفعول " أخرجه " وقد تقدم معنى الإضافة في نحو هذا التركيب عند قوله ثالث ثلاثة . وقرأت جماعة " ثاني اثنين " بسكون الياء . قال أبو الفتح : " حكاها " ووجهها أن يكون سكن الياء تشبيها لها بالألف ، وبعضهم يخصه بالضرورة . أبو عمرو
[ ص: 52 ] قوله : إذ هما في الغار : بدل من " إذ " الأولى فالعامل فيها " فقد نصره " ، قال : " ومن منع أن يكون العامل في البدل هو العامل في المبدل منه قدر عاملا آخر ، أي : نصره إذ هما في الغار " . أبو البقاء
و " الغار " نقب يكون في الجبل ، ويجمع على غيران ومثله : تاج وتيجان ، وقاع وقيعان . والغار أيضا نبت طيب الريح ، والغار أيضا الجماعة ، والغاران البطن والفرج . وألف الغار عن واو .
قوله : إذ يقول بدل ثان " إذ " " الأولى . وقال : إن إذ هما في الغار ، وإذ يقول ظرفان لثاني اثنين " ، والضمير في " عليه " يعود على أبو البقاء أبي بكر ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عليه السكينة دائما . وقد تقدم القول في السكينة . والضمير في " أيده " للنبي صلى الله عليه وسلم . وقرأ " وأيده " . بالتخفيف . و " لم تروها " صفة لجنود . مجاهد
قوله : وكلمة الله هي العليا الجمهور على رفع " كلمة " على الابتداء ، و " هي " يجوز أن تكون مبتدأ ثانيا ، و " العليا " خبرها ، والجملة خبر الأول ، ويجوز أن تكون " هي " فصلا و " العليا " الخبر . وقرئ " وكلمة الله " بالنصب نسقا على مفعولي جعل ، أي : وجعل كلمة الله هي العليا . قال : " وهو ضعيف لثلاثة أوجه ، أحدها : وضع الظاهر موضع المضمر ، إذ الوجه أن تقول : وكلمته . الثاني : أن فيه دلالة على أن كلمة الله كانت سفلى فصارت عليا ، وليس كذلك . الثالث : أن توكيد مثل ذلك [ ص: 53 ] بـ " هي " بعيد ، إذ القياس أن يكون " إياها " . قلت : أما الأول فلا ضعف فيه لأن القرآن ملآن من هذا النوع وهو من أحسن ما يكون لأن فيه تعظيما وتفخيما . وأما الثاني فلا يلزم ما ذكر وهو أن يكون الشيء المصير على الضد الخاص ، بل يدل التصيير على انتقال ذلك الشيء المصير عن صفة ما إلى هذه الصفة . وأما الثالث فـ " هي " ليست تأكيدا البتة إنما " هي " ضمير فصل على حالها ، وكيف يكون تأكيدا وقد نص النحويون على أن المضمر لا يؤكد المظهر ؟ . (41) وانتصب أبو البقاء خفافا وثقالا : على الحال من فاعل " انفروا " .