[ ص: 5 ] سورة التوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
آ . (1) الجمهور على رفع "براءة" وفيه وجهان ، أحدهما : أنها رفع بالابتداء ، والخبر قوله : "إلى الذين" . وجاز الابتداء بالنكرة لأنها تخصصت بالوصف بالجار بعدها . والثاني : أنها خبر ابتداء مضمر أي : هذه الآيات براءة . ويجوز في : "من الله" أن يكون متعلقا بنفس "براءة" لأنها مصدر ، وهذه المادة تتعدى بـ "من" تقول : برئت من فلان أبرأ براءة أي : انقطعت العصبة بيننا . وعلى هذا فيجوز أن يكون المسوغ للابتداء بالنكرة في الوجه الأول هذا . و "إلى الذين" متعلق بمحذوف على الأول لوقوعه خبرا ، وبنفس "براءة" على الثاني . ويقال : برئت وبرأت من الدين بالكسر والفتح . وقال : "ليس فيه إلا لغة واحدة : كسر العين في الماضي ، وفتحها في المستقبل" وليس كذلك ، بل نقلهما أهل اللغة . الواحدي
وقرأ "براءة" بالنصب على إضمار فعل أي : اسمعوا براءة . وقال عيسى بن عمر : "أي الزموا براءة ، وفيه معنى الإغراء" . ابن عطية
[ ص: 6 ] وقرئ : "من الله" بكسر نون "من" على أصل التقاء الساكنين أو على الإتباع لميم "من" وهي لغية ، فإن الأكثر فتحها مع لام التعريف وكسرها مع غيرها نحو : "من ابنك" وقد يعكس الأمر فيهما . وحكى عن أهل أبو عمرو نجران أنهم يقرءون كذلك بكسر النون مع لام التعريف .