و " اثاقلتم " ماضي اللفظ مضارع المعنى أي : يتثاقلون ، وهو في موضع الحال ، وهو عامل في الظرف أي : ما لكم متثاقلين وقت القول . وقال : " اثاقلتم : ماض بمعنى المضارع أي : ما لكم تتثاقلون وهو في موضع نصب أي : أي شيء لكم في التثاقل ، أو في موضع جر على رأي أبو البقاء . وقيل : هو في موضع حال " قال الشيخ : " وهذا ليس بجيد ، لأنه يلزم منه حذف " أن " ، لأنه لا ينسبك مصدر إلا من حرف مصدري والفعل ، وحذف " أن " في نحو هذا قليل جدا ، أو ضرورة ، وإذا كان التقدير : " في التثاقل " فلا يمكن عمله في " إذا " ، لأن معمول المصدر الموصول لا يتقدم [ ص: 50 ] عليه ، فيكون الناصب لـ " إذا " والمتعلق به " في التثاقل " ما تعلق به " لكم " الواقع خبرا لـ " ما " . الخليل
وقرئ " أثاقلتم " بالاستفهام الذي معناه الإنكار ، وحينئذ لا يجوز أن يعمل في " إذا " ؛ لأن ما بعد حرف الاستفهام لا يعمل فيما قبله ، فيكون العامل في هذا الظرف : إما الاستقرار المقدر في " لكم " ، أو مضمر مدلول عليه باللفظ . والتقدير : ما تصنعون إذا قيل لكم . وإليه نحا . والظاهر أن يقدر : ما لكم تثاقلون إذا قيل ، ليكون مدلولا عليه من حيث اللفظ والمعنى . الزمخشري
وقوله : إلى الأرض ضمن معنى الميل والإخلاد . وقوله : " من الآخرة " تظاهرت أقوال المعربين والمفسرين على أن " من " بمعنى بدل كقوله : لجعلنا منكم ملائكة أي : بدلكم ، ومثله قول الآخر :
2485 - جارية لم تأكل المرققا ولم تذق من البقول الفستقا
وقول الآخر :
2486 - فليت لنا من ماء زمزم شربة مبردة باتت على طهيان
إلا أن أكثر النحويين لم يثبتوا لها هذا المعنى ، ويتأولون ما أوهم ذلك والتقدير هنا : اعتصمتم من الآخرة راضين بالحياة وكذلك باقيها . وقال [ ص: 51 ] : " من الآخرة في موضع الحال أي : بدلا من الآخرة " ، فقدر المتعلق خاصا ، ويجوز أن يكون أراد تفسير المعنى . أبو البقاء
قوله : في الآخرة متعلق بمحذوف من حيث المعنى تقديره : فما متاع الحياة الدنيا محسوبا في الآخرة . ف " محسوبا " حال من " متاع " . وقال : " إنه متعلق بـ قليل وهو خبر المبتدأ " . قال : " وجاز أن يتقدم الظرف على عامله المقرون بـ " إلا " لأن الظروف تعمل فيها روائح الأفعال . ولو قلت : " ما زيد عمرا إلا يضرب " لم يجز " . الحوفي