قوله : سقاية الحاج وعمارة الجمهور على قراءتهما مصدرين على فعالة ، كالصيانة والوقاية والتجارة ، ولم تقلب الياء همزة ، لتحصنها بتاء التأنيث بخلاف رداء ، وعباءة لطروء تاء التأنيث فيها ، وحينئذ فلا بد من حذف مضاف : إما من الأول ، وإما من الثاني ليتصادق المجعولان ، والتقدير : أجعلتم أهل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن ، أو أجعلتم السقاية والعمارة كإيمان من آمن ، أو كعمل من آمن .
وقرأ ابن الزبير والباقر وأبو وجرة " سقاة " و " عمرة " بضم السين وبعد الألف تاء التأنيث ، وعمرة بفتح العين والميم دون ألف . وهما جمع ساق وعامر كما يقال : قاض وقضاة ورام ورماة وبار وبررة وفاجر وفجرة . والأصل : [ ص: 32 ] سقية ، فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها . ولا حاجة إلى تقدير حذف مضاف ، وإن احتيج إليه في قراءة الجمهور .
وقرأ كذلك إلا أنه نصب " المسجد الحرام " بـ " عمرة " وحذف التنوين لالتقاء الساكنين كقوله : سعيد بن جبير
2475 - ... ... ... ... ولا ذاكر الله إلا قليلا
وقوله : قل هو الله أحد الله الصمد .وقرأ " سقاية " بضم السين و " عمرة " ، وهما جمعان أيضا ، وفي جمع " ساق " على فعالة نظر لا يخفى . والذي ينبغي أن يقال ولا يعدل [عنه] أن يجعل هذا جمعا لسقي ، والسقي هو الشيء المسقي كالرعي والطحن ، وفعل يجمع على فعال ، قالوا : ظئر وظؤار ، وكان من حقه أن لا تدخل عليه تاء التأنيث كما لم تدخل في " ظؤار " ، ولكنه أنث الجمع كما أنث في قولهم حجارة وفحولة . ولا بد حينئذ من تقدير مضاف أي : أجعلتم أصحاب الأشياء المسقية كمن آمن . الضحاك
قوله : لا يستوون في وجهان أظهرهما : أنها مستأنفة ، أخبر تعالى بعدم تساوي الفريقين . والثاني : أن يكون حالا من المفعولين للجعل والتقدير : سويتم بينهم في حال تفاوتهم .