(أنا ) ، نا أبو سعيد ، أنا أبو العباس ، قال : قال الربيع [ ص: 26 ] (رحمه الله ) : غزا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، فغزا معه بعض من يعرف نفاقه : فانخزل عنه يوم الشافعي أحد بثلاثمائة ".
" ثم شهدوا معه يوم الخندق : فتكلموا بما حكى الله (عز وجل ) : من قولهم : ( ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) ".
" ثم بني المصطلق ، فشهدها معه منهم ، عدد : فتكلموا بما حكى الله (عز وجل ) : من قولهم : ( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) ؛ وغير ذلك مما حكى الله : من نفاقهم ". غزا
[ ص: 27 ] " ثم غزا غزوة تبوك ، فشهدها معه منهم ، قوم : نفروا به ليلة العقبة : ليقتلوه ؛ فوقاه الله شرهم . وتخلف آخرون منهم : فيمن بحضرته . ثم أنزل الله (عز وجل ) عليه ، في غزاة تبوك ، أو منصرفه منها - ولم يكن له في تبوك قتال - : من أخبارهم ؛ فقال الله تعالى : ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم ) ؛ قرأ إلى قوله : ( ويتولوا وهم فرحون ) ".
[ ص: 28 ] " فأظهر الله (عز وجل ) لرسوله (صلى الله عليه وسلم ) : أسرارهم ، وخبر السماعين لهم ، وابتغاءهم : أن يفتنوا من معه : بالكذب والإرجاف ، والتخذيل لهم . فأخبر : أنه كره انبعاثهم ، [فثبطهم ] : إذ كانوا على هذه النية "، " فكان فيها ما دل : على أن الله (عز وجل ) أمر : أن يمنع من عرف بما عرفوا به ، من أن يغزو مع المسلمين : لأنه ضرر عليهم ".
[ ص: 29 ] " ثم زاد في تأكيد بيان ذلك ، بقوله تعالى : ( فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله ) - (صلى الله عليه وسلم ) - [قرأ ] إلى قوله تعالى : ( فاقعدوا مع الخالفين ) ". . وبسط الكلام فيه .
* * *