السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبلغ من العمر 23 سنة، ووالداي منفصلان منذ زمن، وأعيش مع أمي وأخواتي الثلاث، وعلاقتي بهن ليست في أحسن حال؛ بسبب خلافات عديدة وإهمال أمي لتربيتهن، وإضاعة نصف الوقت في السفر لرحلات ترفيهية بدون داع، مما نتج عنه العديد من الضرر على أخواتي وأفسدهن، فهن قد يلبسن ملابس كاشفة وغير شرعية، ويخرجن مع صديقاتهن معظم الوقت، ولا يكدن يبقين في البيت، وأحيانًا يرجعن بعد الوقت المسموح به في البيت.
وأسلوب حياتهن هذا لا يتحسن أبداً، بل يسوء مع الوقت، حتى إنهن قد يفعلن أشياء سيئة لا ترضي الله ولا تصلح لهن كفتيات، وتتساهل أمي معهن في المعاملة، وترى أن لا شيء في ما يفعلن.
أما بالنسبة لي: فوالله منذ أن كنت صغيرًا وأنا أنصح وأدعو لهن، وما زلت أدعو لهن بالهداية، ولكن قد يتملكني الغضب كثيرًا؛ بسبب الخوف عليهن، ورغبتي الدائمة في إصلاحهن بدون إساءة، ولكني أفشل، وأصطدم مع أمي بسببهن، حتى تهتم بهن، وكي تأمرهن بالمعروف، وبفعل العمل الصالح، والاحتشام في ملبسهن، وعدم الإسراف والإهمال في أمور دينهن ودنياهن، لكنهن لا يستجبن!
وقد يتملكني الغضب كثيرًا وأصرخ عليهن، ويصل بي الأمر أن أكسر الأشياء من حولي من شدة الغضب عند فعلهن شيئًا خاطئًا، ولكني لا أسبهن، ولا أضربهن، ولا أتعرض لهن.
حتى إني قد جربت اللين كثيرًا في أكثر من موقف يصعب فيه التعامل باللين على الرجل، فلم يستجبن أيضًا! ولم يجدِ معهن هذا الأسلوب نفعًا، وأنا أرى حالهن يتدهور، وأراهن ينعزلن عني ويقاطعنني شيئًا فشيئًا، مع أني والله منذ أن كنت صغيرًا وأنا لا يهمني غيرهن، وأريد لهن الخير أكثر من نفسي، وأُحسن في فعلي، وأتقي الله في تصرفاتي معهن.
وأنا على هذا الحال منذ سنوات عديدة، ولا أعرف كيف أتصرف معهن، وأريد أن تفتوني في أمري، وكيف يكون التعامل مع أهلي؟ وكيف لي أن أصلح علاقتي معهن وهن على هذا الحال؟ وهل أحاسب على تصرفاتهن السيئة إذا كنت آمرهن بالمعروف ولكن لا يستجبن؟ وهل أحاسب على قرارات أمي؟ وما موقفي من ذلك عند الله تعالى؟
وشكرًا جزيلاً، وجزاكم الله خيرًا.