السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بداية أتوجه بشكري الجزيل لكم على ما تقدمونه من نصائح ومساعدات، فبارك الله فيكم وجزاكم الفردوس الأعلى.
والدتي أدمنت مشاهدة المسلسلات التركية بصفة غير طبيعية، فهي طوال اليوم تتنقل من قناة لأخرى كي لا تفوتها أي حلقة من عدد كبير من المسلسلات التي تذاع يومياً وفي أوقات مختلفة، والأمرّ من هذا أنها تعيد نفس الحلقات في بث الإعادة، ما يجعلها تضيع الكثير من الوقت في تتبع كل هذا الكم الكبير من المحطات والمسلسلات الساقطة.
علماً بأن والدتي تعدت السبعين من العمر، وهي تصلي، لكنها أميّة، حتى الصلاة لا تصليها كما يجب، حاولت أن أعلّمها لكنها ترفض بحجة أنها كبيرة ولا تستطيع التعلم، وبصراحة هي لها ذاكرة قوية نسبياً، لكنها ترفض المحاولة، وهذا منذ زمن بعيد، والله حاولت وفشلت كثيراً، ولا أريد أن أضيّق عليها بالإلحاح حرجاً من أن أقع في عقوقها أو أن أجرحها بطريقة ما، لكنني خائفة عليها كثيراً.
وفي الفترة الأخيرة نصحتها بالتوجه إلى القنوات الخاصة بالبرامج الدينية لكنها ترفض بطريقة الصمت، قلبي حزين جداً عليها، أريدها أن تستغفر وتسبح وتصلي، رغم أنها تصلي نوافل لكن صلاتها ليس فيها خشوع تام؛ فهي تؤدي دون أن تستشعر ذلك، ولكم أن تحكموا بأنفسكم كيف لقلب متعلق بتفاهات الدنيا أن يناله نور الإيمان التام.
لست أدين والدتي أو أتهمها بأشياء سلبية، بالعكس والله هي إنسانة جيدة، لكن كثرة مشاهدتها لهذه المسلسلات جعلها قلقة، وصدرها ضيق، وتثور لأتفه الأسباب، حتى أنني وقعت في مشكلة كبيرة ولم تنتبه لمعاناتي، في حين كنت أحتاجها إلى جانبي، لكني صبرت واحتسبت الأجر عند الله، لكن مواقفها سلبية جداً تجاه إخوتي؛ فهي لا تكاد تشعر بحاجتنا إليها.
خلاصة القول أنها بعيدة عنا وعن الطريق الذي على سيدة في سنها أن تنتهجه، فساعدوني بحل يريحني ويجعلني أوفّق في مساعدتها، ولتعلموا أن أميتها وعدم قدرتها على تقبل النصح حالتا دون مقدرتنا على مساعدتها!
وشكراً.