السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في الثالثة والعشرين من عمري، نشأت في أسرة تعج بالمشاكل والشجارات اليومية، فكان أبي يتعدى على أمي بالضرب بشكل دائم، وكان يفرق بيني وبين أخي الأكبر، وكان كثير الضرب لي، ويعاملني كأنه يتصدق علي، حتى صرت أكرهه هو وأخي بسبب ما رأيته منهما، ولم أعش ولم أعرف ولو للحظة الحب الفطري بين الأب وابنه، ولا بين الأخ وأخيه، وأثر ذلك علي، فكنت لا أصاحب أحداً، وأعيش منعزلًا عن زملائي، لا أشاركهم المزاح واللعب، وكنت منغلقًا على نفسي ودراستي وصلاتي.
بقيتُ على هذا الحال إلى أن تعرفت على شاب في نفس عمري عبر النت عن طريق المراسلة فقط، وهو من دولة أخرى، والحمد لله أحسبه صالحًا، وأيضًا نحن متفقان في الفكر ويفهمني.
المهم أني أحس تجاهه بحب ومشاعر في قلبي لا أملكها، وأشتاق إلى لقائه يومًا ما، ليس إعجاباً بشكله أو شيء من هذا القبيل -أعوذ بالله-، أنا أصلاً لا أتذكر ملامح وجهه، وإنما هذا شيء في قلبي، لأول مرة أحس هذا تجاه أحد، أكون سعيدًا جدًّا حين أتحدث معه، وأفرح لفرحه، وأحزن لحزنه.
المهم أحس أني متعلق به بشكل زائد عن الحد، وأيضاً يشغل تفكيري كثيراً، حتى في الصلاة -عافانا الله- أشعر أني بعيد عن الله، وأنه يشغل قلبي عن الله، وفكرت كثيرًا في التوقف عن التواصل معه، لكني لا أعرف، ماذا سيظن بي؟ أريدُ أن أحافظ على صداقتنا، هو شخص أحسبه صالحاً والحمد لله، ولكن إن كان هذا سيلهيني عن الله فسأتركه لله.
أحياناً أشعر أن الله جعل في قلبي هذا الحب له ليختبرني إن كنت سأتركه له أم لا، والسؤال هنا: هل أقطع علاقتي به؟ وبماذا أقول وأبرر له؟ أم أن هناك حلًّا آخر؟
أفيدوني، بارك الله فيكم.