السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لي معكم، لكني كنت دائما أقرأ نصائحكم للآخرين، وهذا ما شجعني، خصوصا وقد تفاقمت حالتي النفسية مؤخراً.
سوف ألخص حياتي في بضع سطور:
أنا فتاة من عائلة فقيرة والحمد لله، كبرت في جو مليء بالمشاكل والحرمان، أبي وأمي تزوجا زواجا تقليديا، وللأسف لم يحبا بعضهما البعض، والدي في أول سنين حياتي كان يعيش بعيدا عنا لظروف عمله، وكان يبعث القليل من المال، لدرجة أحياناً كنا أنا وأمي وإخوتي لا نجد ما نأكل، بعد مرور سنين التحقنا به لكن الحياة لم تكن جميلة كما كنا نتوقع، فأبي إنسان غير مسؤول لدرجة كافية.
حاولت أن أدرس لكن بفعل المشاكل وعدم الاستقرار لم أستطع أن أكمل دراستي بعد الثانوية العامة، فكيف لمراهقة أن تعطي وقتا للدراسة والمشاكل فوق رأسها ليل نهار، أبي وأمي كثيرا الشجار أمام أعيننا، عشت في بيئة غير صالحة أبي لم يهتم يوماً لشراء كتبي المدرسية، المهم بعد الثانوية قررت أن اشتغل لكي أساعد نفسي وعائلتي، اشتغلت لمدة وفي هذه المدة بدأت معاناتي مع مرضي النفسي، قلق وخوف ورعشة.
في البداية كان شيئا طفيفا كنت أستطيع التعايش معه، كنت أحيانا أصلي وأقترب من الله، وأحيانا أقطع صلاتي، أتمنى من ربي أن يسامحني!
تعرفت على شاب وتزوجت من أجل الهروب من مشاكل عائلتي، لكن للأسف وجدت نفسي مع شخص غير رحيم ورؤوف بي، كان يعنفني كثيرا، فقررت الانفصال وحاولت أن أغير حياتي لكن مشكلتي الآن والتي أتمنى المساعدة منكم لكي أستطيع أن استرجع حبي للحياة هي أنه بعد طلاقي وعودتي لأسرتي أحس وكأنني إنسانة فاشلة في كل شيء، في الزواج وفي العمل لدرجة أنني في وقت من حياتي بدأت تراودني أفكار غريبة أتمنى من الله أن يسامحني، بدأت أترك الصلاة نهائيا، وبدأت في لوم الله على هذا الحظ السيء، كنت أقول لماذا خلقت في هذه العائلة التي دمرتني نفسيا، بسببهم لم أكمل دراستي، وبسببهم تزوجت من غير أن أفكر من أجل الهروب، وبسببهم أنا أعيش العذاب.
كنت أقول أشياء أندم عليها الآن، كنت أقول لن أحمد الله؛ لأنه لم يعطني شيئا جميلا في هذه الحياة، بل حياتي مند بدايتها بؤس فلماذا أحمده، وابتعدت كثيرا من الله، تركت الصلاة والأذكار، كنت غاضبة من نفسي ومن كل شيء، أنا الآن أمر بحالة اكتئاب، أصبحت أحب الوحدة وداخلي حزن وهم وغم، أرى حياتي ليس لها أي مستقبل، أعيش في عذاب ونادمة على خطئي في حق ربي.
أريد أن أعرف إذا في إمكاني من طلب المغفرة من الله، وهل من المعقول أن يسامحني ويغفر لي؟ لأني متأكدة إن لم يغفر لي سوف تستمر حياتي بائسة وحتى آخرتي، أريد أن أعرف كيف أكسب حب الله؟ وكيف أجعله يغفر لي؟ وكيف أستطيع أن أخرج من حالة الاكتئاب وأن اكف عن مقارنة حياتي البائسة بحياة كل من نجح في حياته؟ لأن هذا يزيد من كآبتي، فدائما ما أجدني أقول لماذا تلك الفتاة لها والدان أغنياء ومتفاهمان؟ ولماذا أنا خلقت لكي أعيش المعاناة!
والمشكل الأخير هو كيف أستطيع أن أعزز من ثقتي في نفسي، وأتعالج من الخوف والاكتئاب والتوتر الذي ترافقه رعشة اليدين.
أشكركم مقدما، وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع.