السؤال
لدي -ما شاء الله- ثلاثة أولاد، أوسطهم أنثى، الأول عمره خمس سنوات وخمسة أشهر، والثانية عمرها أربع سنوات، والثالث عمره سنتان، أحبهم ولا أميز بعضهم على بعض! أهتم بالكبير من ناحية أنه القدوة، وأشجعه وأحمسه، ولكني أغضب لو عمل خطأ؛ لأنه كان طفلاً مثاليا في الهدوء والأدب!
والآن بعد اختلاطه بالأقارب وأطفال الروضة أصبح عنيدا، ولا يسمع كلامي إلا بالتهديد أني سوف أغضب منه، أو أني سوف أخبر والده، أو أني سوف أضربه! وبدأ يكذب علي، ولا يخبرني بأخطائه، ويقول كلاماً لم أقله، وأفعالا لم أفعلها لأم زوجي!
طفلتي الثانية متعلقة بي، كانت عادية جداً، لكن قبل شهور أصبحت شديدة التعلق بي، وشديدة الاعتماد علي في فعل كل شيء لها، وتتكلم كالأطفال ذوي السنة أو السنتين، وتقلدهم، وتناديني: يا أماه، وأبوها: يا أبة، مع أننا نحبهم جميعا، ولا نقصر عليهم في شيء ينفعهم دون سرف، فهي تطلب منا أن نفعل لها كل شيء فعلناه لأخيها الصغير!
حاليا ضقت ذرعا بتصرفاتها الطفولية! وأصبحت أقول لها يا طفلة، يا نونو، أخوك أصغر منك ويفعل أشياءه بنفسه، وفلانة من الأطفال تعتمد على نفسها في كل شيء، عكسك، وهي ـ للأسف ـ لا تستجيب! بل تعاند! وأحياناً كثيرة ألاطفها، وأبوسها، وأضمها، وأخبرها بحبي الكبير لها، ولكنها تزداد دلعا ودلالا! وأحياناً تريد أشياء، وأطلب منها ألا تفعل، ولكنها تعاند، وتضطرني لأن أضربها، وأراها تضحك قليلاً، ثم فجأة تبكي، وبحرقة! ثم ترتمي في أحضاني؛ مما يجعلني أشعر أن فيها عقدة من أخيها الصغير! كيف أتعامل معهما!؟
لقد احترت أنا ووالدهم في كيفية التعامل معهما! أمن المستحسن أن أخبر والدهما عن أخطائهما أمامهما، أم أستر وأخبره في السر؟ أنا أريد بذلك أن أخبرهما أني ووالدهما بيننا صراحة، وأني لا أخبئ عليه شيئاً يخصهما!