السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير على جهودكم.
أحببت فتاة عفيفة تخاف الله لسبع سنوات نحاول من خلالها الزواج من بعض، ولكن أهلي يمنعوني من ذلك لكرههم لأهلها بسبب خلافات قديمة، لم أبلغهم عن علاقتنا قط؛ لأنني لا أطيق ذلك، ولا أريد أن أزيدهم غضباً، بل اكتفيت بالحديث معهم عنها لعدة مرات أبديت من خلالها رغبتي بالزواج منها، ولكني أواجه رفضا شديدا من والدتي بالتحديد، والتي تفور غضباً في كل مرة أحدثها عن الفتاة، والدتي امرأة شديدة القلق بطبعها، مصابة بمرض الضغط والقلب، في الستين من عمرها، يعلم الله أني أخاف على صحتها، لذلك أتحاشى التصعيد معها في موضوع الزواج هذا.
الفتاة كنتُ قد أبلغتها عدة مرات عن هذا كله، وأنه من الأفضل لنا أن نبتعد، لكنها تصر على أن أجدد المحاولة في كل مرة، أرجع أحاول، بلا نتيجة، يتقدم لها الخطاب، ترفضهم، أخاف على مستقبلها، وأقلق عليها قلقا شديدا، أكلم أهلي وأواجه الرفض التام من والدتي، ووالدي كذلك، وهكذا، تطلب مني أن أدخل في صراع معهم وأن أصارحهم بعلاقتنا، لكني لا أقوى على ذلك.
أولاً: بسبب خوفي على صحة والدتي، وثانياً: لأنني أكره أن أراهم مجبرين غير سعيدين بزواجي، الآن البنت خطبت، أصررت أنا على أن لا ترفض، وأنه قد يكون هذا الرجل تقي يمحي غمها وهمها ويسعدها؛ ولأني أخاف الله فيها وأخاف على مستقبلها وغير ضامن من الزواج منها بعد 7 سنوات بلا جدوى.
استنكرت كلامي وبكت واتهمتني بالتخلي، جلست مع من تقدم لها في الخطبة؛ لأني أصررت على ذلك، ارتاحت له، وتمت خطبتها خطبة رسمية بموافقة الطرفين، الفتاة راضية تماماً، مطمئنة نسبياً، وهم في طريقهم لكتب الكتاب، وأسأل الله أن يوفقهم ويسعدهم.
الآن بعدما لامتني على ما جرى بسبب تقصيري -حسب قولها- وعدم إصراري على الزواج منها، أصبحت أشعر لفراقها باكتئاب وحزن شديدين، أشعر بالوحشة حتى مع الناس، يؤنبني ضميري أحياناً، وأفكر إني كنت فعلاً لم أسع بما فيه الكفاية للزواج منها، يصفني أهلي بأني قاس القلب أحياناً، لكني للأمانة أجد نفسي أجهش بالبكاء ليلاً في سجودي، وفي منامي، فماذا عساي أن أفعل؟
جزاكم الله خيراً، وهل أحتاج لاستشارة نفسية؟