الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سريع البكاء وزملائي يسخرون مني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبلغ من العمر 14 سنة، أواجه مشكلة ألا وهي: أنني سريع البكاء عندما أتعرض للضرب أو الإهانة، خاصة في المدارس، عندما تحصل مشكلة بيني وبين طالب، وعندما ينادينا المعلم فيبدأ هو بالكذب، وأنا أعجز عن الكلام؛ لأنني أشعر بأنني سأبكي، وفي معظم الحالات أبكي، ولا أستطيع التحمل، ونفسيتي سيئة جداً، لدرجة أنني كثيراً ما أجلس وحيداً، وأبدأ بالبكاء حتى أنتهي؛ نظراً لضعفي وتراجعي في الأداء المدرسي، ولكثرة مشاكلي في المدرسة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

البكاء يعتبر نوعا من التفريغ الانفعالي، وهو مطلوب في حالة الأزمات؛ لأنه يخفف وطأة المصيبة، ويدل على الرحمة والرأفة ورقة القلب.

في مثل هذه المواقف البكاء محمود، وفيه خير، أما البكاء الذي يعبر عن العجز، وعدم تحمل المسؤولية، والتراجع والاستسلام، وعدم المواجهة؛ فهذا ليس محموداً؛ لأن المؤمن قوي بالله عزَ وجلَ، وشجاع وفطن.

ابننا العزيز: ربما تكون محتاجا لتدريب على آلية الدفاع عن النفس بالتعبير اللفظي؛ فحاول تدريب نفسك في البداية، بتصور المواقف التي تتوقع البكاء فيها، مثلاً: إذا اتهمت بفعل شيء لم تفعله، فكيف تدافع عن نفسك؟ تصور الحوار الذي يدور بينك وبين الشخص الآخر، ما هي الأسئلة التي يمكن أن تسألها؟ وما الأدلة والبراهين التي يمكن الاستناد عليها؟ وهكذا مثِّل دور الشخصيتين وأنت تجلس لوحدك، أو أمام المرآة كرر ذلك عدة مرات بتصور مواقف مختلفة، وحاول بعد ذلك تطبيق هذا السلوك في المواقف الحقيقية شيئاً فشيئا إلى أن تصل للمستوى الذي تدافع فيه عن نفسك بكل ثقة.

ونوصيك -ابننا العزيز- بالالتزام بواجباتك الدينية، خاصة الصلوات الخمس، وبر الوالدين، وكذلك أذكار الصباح والمساء، ودعاء الخروج من البيت؛ فإنك تكون بإذن الله تعالى في حفظ الله وعنايته، ولا يصيبك مكروه، وينصرك الله تعالى على أعدائك.

نسأل الله أن يكفيك شر ما تخاف.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق حيدر

    انا مثل حالتك واريد ان اصبح جريئا ولكنهم يسخرون مني بأستمرار

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً