السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 20 سنة، ولا أعرف حقيقة ما مشكلتي، ومنذ فترة أشك أن لدي فصاماً، لعدة أسباب أولها: أن والدتي لديها هذا المرض، وأشعر كثيراً بالميل للحزن، ولا أعرف إن كان اكتئاباً، فأنا حين أكون مثلاً في السيارة، وأتأمل الشوارع والناس، أشعر بالرغبة في البكاء، وأحياناً أبكي فعلاً.
كثيرة التفكير والنقاش مع نفسي، أو أتخيل أنني أناقش أحداً وأجادله، ويحدث ذلك في عقلي فقط، أحب العزلة، وأشعر أنه يمتعني، ويساعدني على تمضية وقتي بما يفيد، وقد قرأت أن محبة القراءة، أو القراءة الجيدة، أحد أعراض الفصام.
دائماً أشعر بأن لا أحد يفهمني، وأن أفكاري عن العالم والحياة والدين لا أجدها إلا في كتب الفلاسفة وأشباههم، أما الناس العاديون لا أجدهم يفهمونني، لدي صعوبة في فهم ما يملى علي، كشرح الدكاترة في الجامعة، مع العلم أنني متفوقة جامعياً، لكنني أعتمد على الكتب.
قبل أن أنام أسمع هلوسات كأصوات، وأحاديث غير مفهومة أو مفهومة، بأكثر من صوت أو أصوات أقرباء، وأتخيل دائماً إذا أغمضت عيني بأن هنالك شخصاً ما ينظر إلي، لا أعرف إن كانت الأحلام لها علاقة بهذا أم لا، لكنني كثيرة الأحلام وبشكل متواصل وعشوائي غير مفهوم، كما أن الرموز في أحلامي تتكرر دائماً كرمز الكاميرا والتصوير مثلاً، مع العلم أنني عرضت على أحد المشايخ وقال إن لدي (تابعة) بسبب عين وحسد، لكنني لا أدري لم أشعر أن لأحلامي علاقة بمرض نفسي.
أنا أعيش لوحدي لظروف دراسية، لكن لدي أقربائي بنفس العمارة التي أسكن بها، وأقابلهم من حين إلى آخر، لكنني لا أستأنس بهم كثيراً؛ لأننا مختلفون في اهتماماتنا، فهم أناس طبيعيون يحبون أجواء الحفلات والأعراس، وتمضية الوقت خارج البيت، وهكذا، أما أنا جدية في الغالب، ولا أحب الخروج كثيراً، ولا ألبي دعوات الحفلات والأعراس.
لدي برود وتبلد في المشاعر، فكثيراً ما أشعر أنه ينبغي أن تكون ردود أفعالي مناسبة، مثلاً في عزاء قريب لي، لكنني لا أستشعر اللحظة أبداً، فأضطر إلى أن أتباكى وأتصنع، خجولة جداً وضعيفة من الناحية الاجتماعية، لدي ضعف في التركيز، فلا أركز أحياناً في كلام من يحادثني فأجامله، على الرغم من أنني هادئة الطبع، لكنني متوترة دائما بسبب ومن دون سبب، وهذا ما جعلني أصاب بالقولون.
في الجامعة يتطلب منا أن نقوم بعمل شرح لدرس معين، فحين يتحتم علي الشرح يخفق قلبي بسرعة، وتتشنج ساقاي، مع أنني لا أشعر بالخوف، وما أن أبدأ بالشرح تذهب الأعراض، وأسترسل في الكلام دون أي رهبة، أرجو أن تساعدونني في معرفة ما بي، فهل هذه أعراض مرض نفسي أم روحي؟ وهل لأحلامي علاقة بالمرض؟