السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكركم جدا على هذا الموقع الرائع، وعلى ما تقدمونه من خدمات، وأسأل الله أن يبارك لكم ويزيدكم من فضله.
لقد كنت أعاني من الاكتئاب والاضطراب المزاجي الذي حدث معي نتيجة ما تعرضت له من مواقف صعبة في الحياة، وبالذات الجوانب العاطفية، وفقدان للحب من حولي، والعيش في وحدة؛ حيث بعد أن كنت في نجاح وعطاء كبير ودافعية وهمة عالية حققت فيها الكثير من الإبداع والتميز والعطاء وجدت نفسي أعيش محاصرة بالاكتئاب والحزن وسيطرة الألم، والتفكير السلبي، وأكثر ما كان يؤلمي كثرة القلق والخوف والرجفة العصبية التي تحدث في وجهي ورأسي عندما أتحدث مع الناس أو أشرب أمامهم كأسا من الشاي أو القهوة وكانوا ينظرون إلي، فبعد أن كنت أتمتع بشخصية قوية نوعا ما أصبت بهذه الحالة التي جعلت الناس ينتبهون لحالتي ويسخرون أو يشفقون عليها، وما عدت أتمتع بالثقة التي كنت أتمتع بها ولا الدافعية القوية التي كنت أملكها.
ورغم ذلك كنت أعي ما أعانيه، وحاولت كثيرا أن أساعد نفسي، ودائما كنت أمارس كل الوسائل التي تعينني على الخروج من تلك الحالة، وخاصة الجانب الديني، والتقرب إلى الله، وكثرة السجود، والدعاء، والاسترخاء، والرياضة، والتخيل الإيجابي، وكل الوسائل التي تساعد على التخلص من ذلك، ولكني لم أفلح كثيراً، فاضطررت إلى التوجه للبحث عن دواء فعال ليعالج هذه الحالة، فبحثت على الإنترنت عن أدوية لعلاج الاكتئاب فهداني الله إلى موقعكم المبارك، وبدأت أقرأ كل ما كتب، والحالات المعروضة عن الاكتئاب فوجدت الكثير من الحالات تتشابه مع حالتي، وقد نصحتم بتناول دواء البروزاك، فقمت بتناوله لمدة شهرين، وقد تحسنت كثيرا عليه؛ حيث قل التوتر والخوف والقلق، ولكني الآن أصبحت أعاني من قلة النوم؛ مما أثر على عينيّ ووجهي، ولكني لا أعاني الإرهاق أو الحاجة للنوم، فهل هذا طبيعي بعد تناول دواء البروزاك؟ وهل سيستمر معي طويلا؟
فرغم أنني سعيدة -والحمد لله- بأن قل عندي ما كنت أعاني، إلا أنني أخاف أن أعود إلى ما كنت عليه وأنتكس من جديد، فماذا أفعل كي لا أعود للانتكاس والاكتئاب من جديد؟ وهل أستمر في شرب البروزاك لفترة أطول من شهرين؟
وخاصة أنني أعاني من اضطراب مزاجي قبل الدورة الشهرية، وكنت أصاب بالأكتئاب عند الحمل ولا ينجح الحمل ويموت في الرحم، وحدث ذلك معي خمس مرات، والآن أنا مطلقة ولم أنجب.
أنا أرى نفسي إنسانة ناجحة جدا ومتميزة، ولدي إبداع، ودائما أترك الأثر في الناس من حولي، وإعجابهم بشخصيتي، ولكني لا أدري ما حدث لي بعد أن تعرضت لضغوطات كثيرة ووصلت لحالة الاكتئاب والخوف والقلق، والآن قلة الدافعية على الإنجاز والهمة العالية، رغم أن والدي كان يعاني من الفصام والمرض النفسي الشديد منذ طفولتنا، وإخوتي كلهم يملكون الإبداع والتميز، وكانوا من أوائل الطلبة في مدارسهم، ولكني كنت لا أحصل مثلهم تلك العلامات رغم معرفتي وقدرة الإبداع والاستيعاب والذكاء لدي، ولكن الخوف كان يسيطر علي فحرمني من ذلك التحصيل، ولكني أبدعت في حياتي العملية كثيرا، رغم المخاوف الدائمة.
أرجو منكم أن ترشدوني إلى كيفية تحصين نفسي من الاكتئاب وعدم الإصابة بالمرض النفسي أو الفصام، وهل أستمر في شرب البروزاك فأنا قد أوقفته وشربته لمدة شهرين فقط، ولكني أعاني من قلة النوم، ومن بعض القلق والخوف أحيانا.
وجزاكم الله كل خير.