السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة في الرابعة والعشرين، متعلمة -والحمد لله- وحاصلة على شهادات عليا، مشكلتي أني أعاني كثيراَ من الوحدة والفراغ العاطفي، قبل عامين أصبت بمرض السرطان وتعافيت -والحمد لله-، منذ ذلك الوقت بدأت معاناتي، فخلال رحلة علاجي لم يقف والدي بجانبي أبدا، حتى عندما كنت تحت العلاج الكيميائي لم يسأل عني بالرغم من أننا نعيش بذات المنزل، تجاهله وعدم اهتمامه بمعاناتي سبب لي الكثير من الألم النفسي، وبعد انتهاء العلاج بدأت followup وأذهب للطبيب من وقت لآخر مع أمي، ولم يفكر أبداً أن يذهب معنا أو أن يسأل.
إحساسي بأني وأخواتي ليس لنا سند أتعبني كثيراً، أفكر دائماً في حالنا كيف سيكون إذا فقدنا أمي -لا قدر الله-؟ تأتيني هذه الأفكار كلما رأيت والدي، فهو الذي لم يسأل عنا حتى ونحن في أمس الحاجة له، ماذا سيقدم لنا؟ هو إنسان يفكر بنفسه دائما وعديم الثقة بنفسه وبنا، يعرضنا دائماً للإحراج بسبب طريقة تعامله معنا أمام الآخرين، وأصبحت أتجنبه دائماً ولا أتكلم معه إلا عند الضرورة.
أمنيتي أن أتزوج من رجل صالح يحترمني ويحبني ويحتوي أوجاعي، ولكن لا أدري كيف سيحدث ذلك ومتى؟ فنحن نعيش في بلد أجنبي وفرص إيجاد شريك للحياة تكاد تكون معدومة، وفي آخر زيارة لنا لبلدنا الأم رأيت شابا وأعجبت به، ولم أصرح له بأي شيء لأن قلبه كان معلقاً بغيري، أهله لم يريدوا أن يزوجوه تلك الفتاة، وتكلم معنا والده بشأن الزواج منه فوافقت أمي، لكن الشاب عندما علم بما حدث ذهب وتزوج الفتاة التي أحبها بالرغم من اعتراض أهله، أتمنى له السعادة، ومؤمنة أن كل شيء قسمة ونصيب، ولم أكن أود أن أكون سببا في تعاسته أو حبيبته، لكن لا أدري لم أنا محبطة وحزينة وكثيرة البكاء منذ أن علمت بزواجه!
لا أدري إن كنت أحببته أم لأنه كان فرصتي لملأ الفراغ العاطفي والوحدة التي أعاني منها! أدرك تماماَ أن زواجي به كان سيكون تعيساً وجافاً، لكن قلبي يؤلمني بسبب فقدانه وأصبحت أحس بألم في صدري، ولا أتكلم ولا آكل كثيراً، حتى أني أهملت دراستي كثيراً في الآونة الاخيرة، لا أدري ماذا أفعل؟ فالحزن فعلا يعصر قلبي كثيراً.
أعلم أن الحياة مؤقتة ويجب أن نرضى بقضاء الله وعطائه، ولكن ماذا أفعل؟ تحدثني نفسي بأن حياتي لن تتغير للأفضل وأن شيئاً سيئاً سيحدث، وأصبحت أخاف كثيراً من غضب ربي.
قرأت كثيراً عن الصبر والثقة بالله، وعدم الخوف من كربات الدنيا لأن الله معنا، أحس بعد أن أقرأ هذه الكلمات بالراحة المؤقتة ثم أعود للحزن والبكاء مجددا، أرجوكم أشيروا علي ماذا أفعل؟ وادعوا لي أن يرزقني بالزوج والذرية الصالحة، جزاكم الله خيراً.