السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ صغري تعودت على رؤية الكثير من الرؤى، وتقع كما هي، حتى بت أصدقها وأظنها من الله، وفي شبابي دعوت الله أن ييسر زواجي، وكنت كلما صليت ودعوت الله أرى منامًا، والكثير من الأحداث، سواء كانت تخصني أو تخص غيري، وبشرى بزواج سعيد.
رأيت ابنة خالي وهي مقبلة على الزواج في أيام العيد، ووالدها غاضب منها، وفي نفس المنام رأيت أمرًا يتعلق بزواجي أنا، وفعلًا بعد سنة أو سنتين تزوجت ابنة خالي في ثالث أيام عيد الفطر، وكان والدها رافضًا لهذا الزواج، ولم يحضر الزفاف.
وهكذا مضى الوقت وأنا أرى أحداثاً تبشر بالزواج، ولكن بعد طول انتظار خالجني اليأس كثيرًا، وكلما وقع أمر مما رأيت، استبشرت وقلت: رؤياك صادقة فاصبري، ورغم تقدم الرجال كنت أرى في الاستخارة أنهم ليسوا من نصيبي، وبذلت ما بوسعي، ولم يتم الزواج، وانصرف الخطاب عني، وكنت أقول في نفسي: لا بأس، وعدك الله في منامك بزوج تسرين به، سيتأخر لكنه آت، حتى شارفت على الأربعين.
أنا الآن حزينة وأتألم وأشك، وأشعر أني عشت في الوهم، وتراودني الكثير من الأفكار، وأقول في نفسي: ربما كانت من وحي الشياطين فيزداد حزني، فهل تعلم الشياطين الغيب؟ وهل تعلم ما سيحدث بعد سنوات؟ وهل تركني الله فريسة لهم وجعلهم يعبثون بعقلي، وأنا أدعوه وأصلي له وحده؟ هل تخلى الله عني؟
عقلي لم يعد يحتمل، تمكن مني اليأس والحزن، وباتت الصلاة ثقيلة علي، أشعر أن الله تخلى عني، والآن أريد إنقاذ ديني وإيماني، فكيف أمحو من عقلي أن هذه الرؤى فعلًا وقعت، وأن الله لا يخلف وعده؟ أريد فقط استرداد إيماني، وأن أجد حلاوة الصلاة والدعاء من جديد، لم يعد أمر الزواج يهمني، فقد فاتني القطار، ولكني لا أريد خسارة الآخرة كما خسرت الدنيا.