السؤال
السلام عليكم
حقيقة أود أولا شكركم على مجهودكم الكبير في مساعدة عامة المسلمين، وأهنئكم بحلول شهر رمضان الكريم، كل عام وأنتم بخير، وأنتم كنتم نبراسا يضيء في هذه الشبكة ليسعد عامة المسلمين، فجزاكم الله كل خير، وأود منكم أن يتسع صدركم لفهم مشكلتي بالكامل، وهذا لثقتي الكاملة بكم.
أبى يقوم بتقديم فرص العمل للآخرين دون مقابل, وها هو الآن لا يستطيع أن يجد لابنه فرصة عمل؛ فأنا شاب في مقتبل العمر -23سنة- توجهت إلى مهنة الدرك، والتي تعتبر من أصعب وأخطر المهن راجيا من الله الحفظ والتوفيق في أداء هذا العمل على أحسن وجه -إن شاء لله-.
وحتى لا تذهب أموالي في اللهو والطيش فكرت في بناء مسكن على عاتقي وبرضى أخي الوحيد وأخواتي، منحني أبي قطعة أرض ولم يكتبها باسمي، بحجة أني غير قادر على تحمل المسؤولية أو تأخذها زوجتي مستقبلا؛ علما أن هذه القطعة التي هي ملك لأبي إلا أنها كانت وما زالت يطمع فيها الكثير خاصة من الأعمام وأبنائهم، وأنا أسمع انتقادات من أقاربي وأبناء عمومتي وما حولنا، وهذه الانتقادات عبارة عن استهزاء من طريقة تصرف أبي فهو لا يستثمر ولا يكتنز، ولا يحسب للمال حسابا، ولا يحسب لمستقبل أبنائه حسابا، وينفق هنا وهناك، ويستطيع التنازل عن حقه المالي إذا كان هذا يحول دون الصدام بينه وبين أحد، فهو يفكر فقط في يومه الذي يعيشه، ولا يفكر مطلقا في غده.
كانت الفاجعة بالنسبة لي عندما قالت لنا أمنا إن هذا هو حال أبيكم طوال حياته، ينفق هنا وهناك ولا يدخر شيئا، يساعد الناس جميعا، وعندما يريد مساعدتهم لا يجدهم، يضيع كل ما يملك هباء، ولا يحسب حسابا لمستقبل أبنائه، هو باختصار يسترضي الناس ولو على مصالحنا.
أنا الآن دائم التفكير في هذه الأشياء، فكري دائما مشغول بوالدي، أقول لنفسي: لماذا أبي لا يكتب لي القطعة باسمي؟ أحيانا أقول: سوف أتوقف عن البناء؛ لأن عندنا الوثيقة مهمة وتبعد عنا المشاكل مستقبلا، لماذا لم يدخر شيئا لنا، لماذا يتصرف بهذه السذاجة؟ كل الطرق السليمة واللطيفة لم تنفع معه.
أفيدوني أفادكم الله، ماذا علي أن أفعل؟ فأنا في ضجر كبير، أشعر أن حياتي وحياة أخي الوحيد تتساقط، وأحلامي تنتهي، وأبي يسقط من نظري، جزكم الله خيرا، ولكم مني كل المحبة والشكر.