السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب متدين وملتزم جدا, وهبني الله نعمة التقرب إليه والحمد لله.
كنت أحب فتاة جدا, وقبل أن أتكلم معها عن الخطبة استخرت الله عز وجل, وبعدها تكلمت معها عن خطبتي منها, كنت أشعر بالراحة والسعادة, وشيء بداخلي يقول لي هذه الفتاة لك, وهي من ستتزوجها, وهذا ما جعلني أتشجع لأتكلم معها.
بعد قرابة الشهر لا أعلم ما الذي حصل معي, رأيت شكلها قد تغير, وأنني لا أحبها, رغم أنها جميلة جدا, وكنت مقتنعا بالزواج منها, والفتاة كانت صالحة ومتدينة, وتتميز بالأخلاق والأدب والجمال.
كنت أعرفها منذ زمن طويل, وما كان يربطني بها أي علاقة, لكني كنت أكنّ لها بداخلي مشاعر خاصة وجميلة دون إخبارها, غابت عني قرابة السنتين والنصف لم أرها, بعد ذلك (شاءت الأقدار) أن أراها , فرحت وحمدت الله, وأحسست أن الله أعادها إليّ, وصارحتها بعد ذلك بمشاعري وأني أحبها.
بعد ذلك بقيت معها ثلاث سنوات في علاقة, بسبب ظروفي المادية التي منعتني أن أتقدم لها في تلك الفترة, وفي هذه الثلاث سنوات لم أكن أكلمها بشكل كبير, ولم أتماد في العلاقة خوفا, ولكن كنت أحبها, وطلبت منها أن تنتظرني حتى أحسن وضعي وقد صبرت, وانتظرت حتى كلمتها عن الخطوبة.
لا أعلم ما الذي حصل معي, فجأة لم أعد أحبها, ولم أعد مقتنعا بها, وعندما قلت لها ذلك لم أكن أشعر بتأنيب الضمير, أو بالتعب النفسي, ويعلم الله أننا تبنا إليه وندمنا على العلاقة, ويعلم الله أني لم أكن ألعب بها, كنت أريدها زوجة لأنها بنت صالحة.
بعد فترة قصيرة جدا خطبت فتاة أخرى رسميا, وأنا الآن مرتبط بفتاة ثانية, لكن لم أنسها, وبداخلي ما زلت أحبها, وبعد أشهر كلمتها وطلبت منها أن تسامحني لأن ضميري لم يعد يحتمل ويؤنبني, وقد تعبت جدا, لم أرتح لأنني أفكر بها, وأنها لن تسامحني.
أعلم أنني جرحتها كثيرا, وصدمتها, وأنها مكسورة, وأخاف من الله أن يعاقبني؛ لأنني جعلتها تنتظرني سنين, وكلمتها عن الخطبة, وبعد ذلك تركتها مجروحة حزينة, وكلما تذكرتها لا أتذكر إلا الحسن الطيب.
هل هذه نتيجة الاستخارة؟ لماذا رأيتها فجأة غريبة وغير مقتنع بها؟ والآن ضميري يؤنبني, بداخلي مشاعر غريبة, هي لن تسامحني, وأخاف أن تدعو علي لأنني ضيعتها, وضيعت مستقبلها.