السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه رسالة أكتبها بنزف من دمعي وحبرٍ من ألمي، وأرسلها مستغيثاً -بعد الله- بعملاق الطب النفسي الدكتور العلامة محمد عبد العليم، ذلكم الرجل الخلوق المتواضع الذي رأيت فيه فسحة من أملٍ تلوح في نفقي المظلم.
دكتوري العزيز محمد عبد العليم: أرجو منك أن تولي رسالتي عنايةً خاصة، وإني لأعلم أنك تعامل كل رسائل المستشيرين بنفس القدر من العناية الفائقة، فجزاك الله خيراً.
قصتي تحتاج إلى كتب حتى أسردها، ولكني سأحاول قدر الإمكان الاختصار فيما هو مفيد ومفصلي في حالتي، أبلغ من العمر (22) عاماً، طولي (152) سم، وهذا جزء من مشكلتي المعرفية والفكرية؛ حيث أنني أشعر بالنقص، وأشعر أنني أقل من الآخرين، ولكن ليت الأمر متوقف على الطول، بل مشكلتي أكبر من ذلك بكثير، ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
1- قصر القامة: تعرضت للاستهزاء من القريب قبل الغريب في طفولتي وحتى اللحظة، أرى الاستهزاء بأعين البعض، ولو كانوا أناساً على هامش الحياة، فإنني أتأثر بنظراتهم تأثراً كبيراً.
2- أزمة عاطفية وعقدة من الجنس الآخر ، أرغب بإقامة علاقات عاطفية مع النساء بنوايا مشروعة، ولكنني أخشى رفضهن لي بسبب مشاكلي الشكلية والنفسية، وفي ذات الوقت أمتلك عزة نفسٍ تمنعني من الإقدام عليهن خشية الرفض، وأنا طالب جامعي أراقب الفتيات اللواتي يعجبنني، وأتبع خطواتهن حتى أشعر بالارتياح.
3- بعد مراجعتي لفترة طويلة لطبيب نفسي شخص حالتي بالآتي: الشيزوفرينيا، الانفصام في الشخصية ثنائي القطبية ناتج عن الشيزوفرينيا، التجنبية، التشنج، الارتعاش، الغيرة المزمنة، وتناولت الأدوية التالية: الديباكين، والكومدرين، والبريكسال، لمدة عامين وانقطعت ثم رجعت لتناولها، كانت هذه الأدوية تشعرني بالتحسن فترة ثم ما ألبث أن أعود إلى حالة التعب واليأس.
4- عندما تأتيني الأزمة (جراء الشيزوفرينيا) أشعر بالغضب الشديد, أشعر بالرضى عن نفسي، وأنني أفضل من الجميع، ولا بد لي من أن أصنع ما أريده، وألجأ إلى الكذب على الآخرين والإفك عليهم، وأقوم بالعدوان على الأمور الجمادية كتكسير الزجاج وما إلى ذلك، وأشعر بالحقد على كل الفتيات أو الناس بشكل عام، وأدخل في حالتي التجنبية والانطوائية عن المجتمع والناس، وأقصد بالأزمة (جراء الشيزوفرينيا) التشنج؛ حيث تصبح أعصابي مشدودة، ولا أتورع عن شتم الذات الإلهية والنقمة على الله -أستغفر الله العظيم-.
5- عندي درجة من الوسواس القهري الفكري؛ حيث تلح علي أفكار قصر القامة، وأفكار البنات وحب البنات.
6- في حالة التجنبية تصيبني دقات في القلب واحمرار في الوجه، وصعوبة في التواصل الاجتماعي مع الغرباء دون أن أرتاح لهم وأطمئن معهم.
7- في وقت الأزمة أعاني أيضا من القولون العصبي.
8- مؤمن بالله ومحافظ على الصلوات -والحمد لله-.
9- أبي يعاني من نفس المرض، وعمي يعاني من الاكتئاب، وعمي الآخر يعاني من الوسواس القهري.
هذه النقاط التسعة هي ملخص حالتي النفسية المرضية، مراجعتي للطبيب النفسي بدأت أشعر بعدم جدواها؛ حيث أنني أزور عيادته وأنا غير راض عنه ولا عن أسلوبه العلاجي؛ حيث لا توجد خطة علاجية واضحة المعالم والتفاصيل، فيا دكتوري العزيز: أرجوك رجاء خاصا أن تجيب على الاستفسارات التالية:
1- ما هو تشخيص حالتي بالضبط؟ وهل مرضي يمكن الشفاء منه؟ أم هو مرض مزمن أكثر ما يمكن التعايش والتأقلم معه؟
2- أرجو منك وبشدة أن تضع لي خطة علاجية شاملة (خطة علاجية دوائية، سلوكية، معرفية) أسير عليها، وكم المدة الزمنية اللازمة للالتزام بهذه الخطة؟
وأخيراً: والله إنني أنتظر الإجابة على استشارتي وكأنني واقف على جمر، فلا تتأخروا عن مد يد العون لي، جزاكم الله خيرا كثيرا.
ملاحظة: هذه الاستشارة قام بكتابتها وصياغتها، وسلسلة أفكارها صديق عزيز علي وأخ، مد لي يد العون، وقد وضع يده على كافة تفاصيل حالتي، فجزاه الله خير الجزاء.