السؤال
السلام عليكم.
جزاكم الله خيراً على سعة صدركم، لدي طفل يبلغ من العمر خمس سنوات، ذكي ونشيط وعاطفي، بدأ منذ حوالي أسبوع سؤالي عما إذا كنت سأموت ومتى سأموت؟! وكان طبعاً يبكي وعبراته تخنق صوته، هذا السؤال يكرره على مسامعي يومياً ولعدة مرات في اليوم! أخبرني ذات يوم بأنه يريد أن يموت معي، وأن نكون سويا في نفس الحفرة، وطلب مني أن أدعو الله أن نموت سويا.
اليوم ونحن متوجهون للمدرسة سألني كيف سيجد فتاة غير متزوجة؟ قلت له لماذا؟ قال كي أتزوجها، أحسست من سؤاله أنه يفترض عدم وجودي وأنه يريد بديلاً عني، أخبرته أنني سأبحث له عن عروس أخلاقها ممتازة، وإذا كنت مسافرة سنسأل بعض بنات العائلة فبإمكانهن إرشادنا، وذكرت له كمصدر للطمأنينة أسماء البنات اللواتي سيساعدننا في ذلك، سألني كيف سيطبخ (أحسست من سؤاله أيضاً أنه يفترض موتي) قلت له بابا سيطبخ لك، قال بابا سيموت قبلك هو أكبر، تأكدت الآن أنه موضوع الموت، رغم إجابتي له وتطميني له بأنني لن أتركه لا يزال في باله.
ذكرت له ذات يوم أن ينسى الموضوع، قال: لا أستطيع، كل يوم في بالي الموضوع، أستغرب طريقة رده وكأنني أتكلم مع رجل صغير، ربما كان جديراً بي أن أذكر لكم بعض الأمور: لم تحدث وفاة في العائلة حتى يحس بفقد أحد الأقارب، منذ حوالي السنة ذكرت له أن جميع الناس سوف يموتون ثم سيخلقون وسوف نذهب للجنة، (ربما تعجلت بذكر ذلك له)، قال لي: إنه لا يريد أن يموت، وعندما اقتنع بالفكرة قال لي: إنه يريد أن يموت أولاً ثم أن تموتي أنت، حتى لا أحزن عليك (فاجأني وقتها)
غاب هذا الحديث عاماً كاملاً ليعود الآن بهذه التداعيات وهذه الصيغة.
كيف لي أن أطمئن ابني؟ وكيف لي أن أجاوبه؟ وماذا يحب علي؟ هل الخوف من موت من نحب وراثة؟ لأنني كنت أخاف جداً من فقد والدي، وكنت أراقب تنفسه أثناء قيلولته، لأتأكد من أنه حي، لكني كنت حينها في العاشرة وكان والدي كبيراً.