السؤال
السلام عليكم
أكتب لكم هذه الكلمات، ولا أعلم بالضبط ما أريده، ولكني أشعر بحالة من الضياع، ولا أفهم ما يحدث معي.
توفي والدي، وغدًا يكمل الشهر الأول على وفاته، وحتى اليوم أشعر أنني لا أصدق ما حدث، أظهر للناس بأفضل صورة دون دموع، وأخفي دموعي أمام أمي حتى لا تتألم؛ لأنني أعلم كم كانت متعلقة بوالدي، وكم تتألم لفراقه.
أكتب لكم الآن ودموعي تتلألأ في عيني، ولكني مستغربة من القوة التي أظهرها أمام أمي والعالم، لا أستطيع البكاء أمام أي أحد، وحتى إن بكيت، تكون دموعي قليلة، أحب أن أعيش حزني وحدي ولا أعلم إذا كان هذا طبيعيًا! في أيام العزاء، لم تتساقط دموعي أمام أحد، ولم أتظاهر بأنني قوية، بل أنا أتألم داخليًا يوميًا.
أفكر كثيرًا في والدي، هل هو راضٍ عني؟ ماذا يفعل الآن؟ عندما أدخل حجرته، أشعر بضيق في قلبي وشعور لا أستطيع وصفه، ولم أشعر به من قبل، أشعر بالخوف من الأيام القادمة من دونه، خاصة أنني كنت أمزح معه كثيرًا، كان آخر أيامه في المستشفى لمدة شهرين تقريبًا، وعندما عدنا إلى المنزل بدونه، كان الألم شديدًا.
الحمد لله الذي خفف عنا مصابه، لكن الألم ما زال داخليًا، وأستغرب من نفسي؛ فأنا إنسانة حساسة جدًا، ولكن في هذا الموقف، لم أتمكن من الظهور إلا بكامل قوتي، وأفرغ حزني بيني وبين نفسي، لا أستطيع مشاركة مشاعري مع أحد، حتى أتمكن من تخفيف ألمي، ومن الصعب جدًا أن أشارك أمي حتى لا أزيد من حزنها.
أشعر أنني في حالة من التوهان، وألوم نفسي وأتساءل: هل أنا لم أتأثر بالشكل الكافي؟ هل قلبي متحجر وقاسٍ؟ حتى في أحلامي، رأيت والدي في المستشفى، وكأنني أريد أن أوقظه، وخرجت من العناية أبكي دون صوت، وكأن حبالي الصوتية انقطعت.
لا أعلم ماذا يحدث لي، ولا ماذا أريد، ولكن أحتاج مساعدتكم لتفسير مشاعري، وفهم ما أمر به.
شكرًا لكم.