السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أطرح مشكلتي وهي كالآتي:
عندما كان أبي شاباً كان سيئ الخلق (يسكر ويعربد، ويلعب القمار مع رفقاء السوء ويرافق بنات) يفعل ما حرم الله معهن، ولكن عندما تزوج أمي، وأصبح لديه أولاد وبنات هدأت نفسه قليلا وهداه الله، وعندما أصبحنا كبارا أصبح شديدا معنا خوفا من أن نصبح مثله عندما كان شابا، وبصراحة تامة لا أحد من أولاده يحبه ولا يطيق طريقة تعامله؛ فهو ينعتنا بالأغبياء، ويقول لنا كلاما يمس الكرامة والشرف.
ولكن كان مع ذلك يعطينا حرية، ولكن ليس بالشكل المطلق، وسأقص نقطة تحول معاملة أبي معنا وهي كالتالي:
لدي أخت أكبر مني قليلا كانت لطيفة وانطوائية بعض الشيء، وبسبب معاملته السيئة وتشدده بالدين انحرفت، وأصبحت ترافق شباناً في الجامعة، وحصل ما حصل مع هؤلاء الشبان، وسمع أبي ما حصل لها، وعندها أصبح متشددا أكثر بالنسبة لنا نحن البنات، وبالنسبة لأخوتي الشباب لم يعد يتشدد عليهم بل جعلهم جواسيس علينا، يراقبون تحركاتنا وتصرفاتنا، ويقول لهم أن يذهبوا ويتعرفوا على بنات، ولا مشكلة لديه، ويستجيب لمطالبهم، ولا يستجيب لمطالبنا نحن البنات، حتى أنه منعنا من الدراسة في الجامعة، والعمل بعد الانتهاء من الدراسة وحتى زيارة الأقارب منعنا على أنها اختلاط، وفيها مفاسد مع أن أولاد خالاتي وأخوالي وأعمامي لا يجلسون معنا، ولا حتى يعرفوننا لأننا لا نذهب إليهم كثيرا، حتى أحسست أنه لا يريد أن تطأ قدمنا خارج المنزل ويدل على ذلك منعه لنا من حفظ القرآن في المراكز.
والمصيبة الكبرى بأني لم أعد أطيق العيش في المنزل، وأفكر بصراحة بترك المنزل لأنني إن بقيت مع أهلي فسوف أفعل كما فعلت أختي وأفقد عقلي، وأترك ديني، وذلك في بيت لا يعمه سوى الظلام والصراخ ليل نهار، والكلام الذي يجرح، وسؤالي: ماذا أفعل؟ أريد أن أعيش شبابي وحياتي بالعمل، وليس وأنا جالسة في المنزل كالدواب التي تأكل وتنام.