السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 24 سنة ولم يتقدم لي أحد أبداً، كلما فكرت في المستقبل أرى مستقبلاً أسود، لا يوجد حل، لم أجد وظيفة، لا أجد ما يشغل وقتي، أفكر طول الوقت في مصيري، هل سأظل دائماً تحت رعاية والدي مثل الطفلة؟ لا أملك بيتاً خاصاً لي، أنا أتخذ فيه كل القرارات، وعائلة خاصة بي.
أنا أعيش في عالم الخيال أكثر من الواقع، أحب أن أجلس وحدي، أقرأ قصصاً رومانسية، ولا أحب أن أخرج من عزلتي، أعيش ساعات طويلة في أحلام اليقظة، أكون فيها متزوجة وأملك بيتي الخاص، وأطفالي وأعمل في وظيفة تناسبني.
أشياء كانت تجلب لي السرور لا تعني شيئاً لي الآن، أكره حياتي، أكره أنني لا أستطيع التحكم فيها، حتى عندما أردت وظيفة أشغل وقتي بها، وأصرف منها على نفسي - بدل أن أعتمد على أبي - لم أجد! أشعر بأني ضائعة، وبأن كل من في عمري بدؤوا حياتهم، وأنا حياتي متوقفة.
عندي كم هائل من المشاعر المكبوتة، لا مخرج لها، أريد شريكاً لحياتي، وأريد أطفالاً، لكن لا أحد يريدني.
أكره أن التركيز أصبح علي (هيا متى ستتزوج؟! لماذا لم تتزوج؟)وكأني أنا من سيخطب، ليس الرجل، أكره أنه يجب أن ألبس قناع الفتاة السعيدة، حتى لا يشفق علي أحد، فكل أقربائي يعلمون بأنه لم يتقدم لي أحد أبداً، فهم لا يعرفون معنى كلمة خصوصية، وأمي إنسانة لا تكذب في هذه الناحية، وحتى أنا فالكذب أسوأ من الحقيقة، لكن أكره أن يعلموا وضعي.
لا أريد أن أصل لمرحلة الشفقة من الناس لأني عانس، الآن كل معارفي من عمري متزوجات وأمهات، أما أنا فعاطلة عن العمل، فاشلة في الحياة، لا أرى وسيلة للخروج من هذا الوضع، أفكر كثيراً، هل سأصل للثلاثين وأنا مازلت هكذا؟ أكثر ما يضايقني هو أني لا أملك شيئاً خاصا بي، قرارات المنزل بيد أمي، المال بيد أبي، ولكي أفعل أي شيء - كبيراً كان أم صغيراً - يجب أن أستأذن! أهلي طيبون، لكن أريد أن أشعر أني إنسانة بالغة، ولست طفلة.
منذ سن المراهقة وأنا أشتاق لشريك في حياتي، وبيتي الخاص، وأجد أني وصلت لسني ولم أحقق شيئاً من رغباتي، أشعر بالوحدة حتى بوجود أهلي وإخواني، إحساسي بالانكسار يزيد أكثر كل يوم.
أريد أن أرضى بمصيري، لكن أجد نفسي أبكي كثيراً، أنا دائماً متضايقة وحزينة.