السؤال
السلام عليكم
أنا بطبعي قلق وشديد التوتر منذ صغري، وأعاني من (فوبيا) من عدة أمور، منها المستشفيات والطائرات والامتحانات، وقائمة طويلة تزداد يوماً بعد يوم، وقد عانيت خلال 14 سنة الماضية من حالات شديدة من القلق، كانت تتمثل في دوار شديد وفقدان للتوازن، وكنت أعاني منها الشهور الطويلة حتى أبدأ في التغلب عليها، وازدادت حدتها أيام دراستي الجامعية، والتي أدت إلى تأخري، حتى أنني تخرجت بعد 7 سنوات بسبب الانقطاع عن الدراسة في بعض الفترات، بسبب نوبات المرض.
وقد كنت طوال تلك السنوات أعتقد جازماً بأن الأعراض التي لدي نتيجةً لمرض عضوي جسمي، ولكن كانت نتائج الفحوصات دائماً سليمة، مما جعلني في حيرةٍ شديدة من أمري، فالدوار يلازمني ليل نهار ويعيق حركتي.
وقبل حوالي 3 شهور توظفت في إحدى الدوائر الحكومية بعد بحثٍ عن العمل دام قرابة السنتين، وهي وظيفة مرموقة وجيدة، وبالرغم من ذلك فإن كل من توظف هذه الوظيفة من قبلي تركها بسبب الضغوطات الشديدة التي كانوا يتعرضون لها، وقد كنت طوال الشهرين الماضيين ولله الحمد محط إعجاب وتقدير من المسئولين.
ولكني ومنذ الشهر والنصف تقريباً بدأت أشعر بدوار غريب، أشد من الحالة التي كانت تأتيني في السنوات السابقة، وتتميز بشدة فقدان التوازن، والوصول لمرحلة قريبة جداً من الإغماء تخور فيها قواي وتضعف أطرافي (رجلي ويدي) وأتغلب على ذلك بصعوبة، وقد راجعت أطباء عدة وأُدخلت المستشفى لعمل الفحوصات السريرية، وكان الأطباء يرون بأن عندي خللاً بسيطاً جداً في جهاز التوازن في الأذن، ولكن جميع الاختبارات والنتائج جاءت سليمة ولله الحمد، وبعد خروجي من المستشفى بدأت أعاني من قلق شديد وخوف من الرجوع للعمل خاصةً وأن علي العديد من المسئوليات، من الإشراف على الموظفين وإعداد الاجتماعات وكتابة المحاضر ..وغيرها، حتى أنني فكرت جدياً في ترك العمل، بالرغم من أن هذا العمل هو العمل الذي أجيده جيداً.
واتجهت أخيراً للعلاج النفسي، ووصف لي الطبيب عقار السيبراليكس حبة واحدة تبدأ بجرعة 5 مليجرام وتزداد إلى 10 مليجرام حالياً، مع عقار آخر هو الليكسوتانيل 1.5 مليجرام مرتين في اليوم، وقد بدأت تأتيني أعراض غريبة إضافةً إلى الدوار الشديد والدوخة من تنميل ووخزات تبدأ في مؤخرة الرأس وتنزل إلى أسفل الرقبة واليدين والرجلين والأطراف، وأصبحت لا أُمارس حياتي بالشكل المطلوب، وأصبحت لا أتحمل أي موقف، فعندما أسمع خبراً سيئاً مثل وفاة أحد الأشخاص، أو رؤية منظر دموي بشع تأتيني حالة شديدة من الدوخة وفقدان التوازن، وأصل لمرحلة قريبةٍ جداً من الإغماء أقاومها بصعوبة بالغة، وصرت أذهب إلى العمل وأنا في قمة القلق، وأخاف دائماً أن تخونني أعصابي ويغشى علي في أية لحظة، أرجوكم أرشدوني ماذا أفعل؟