السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم يا إخوان على إتاحتكم لنا هذه الفرصة.
مشكلتي مع أبي، فأنا وأبي لا نبقى 5 ساعات متفقين أبداً، بل نتشاجر ونقاطع بعضنا، ولا نكلم بعضنا لمدة أيام إلى آن آتي أنا كالعادة وأصالحه.
أحس بأن أبي لا يطيقني إطلاقاً، ولا أعرف لماذا بالضبط؟ إنه يحاول أن يمسك علي أي أمر خاطئ -أو باعتقاده أنه خاطئ- ليشمت بي، بل ويهينني أمام إخوتي وكأنني ابنه الصغير، مع أني الذكر الوحيد وثاني أكبر واحد بين أخواتي، أحس بالإهانة كثيراً، يسبني بمجرد سماعه بأن أختي تضايقت مني، وعلى الرغم من كل ذلك أذهب وأصالحه في كل مرة، وأمي تقريباً نفس الشيء ولكنها أحسن منه نوعاً ما، واليوم أيضاً أخذ يسبني ويشتمني لأنه سمع صوتي ارتفع على أختي، وقلت لها أن تخرس، مع العلم بأن أختي أيضاً صوتها مرتفع، ولكنه أخذ يسبني أنا فقط.
هذه المرة أنا غير مستعد لأن أذهب لأصالحه؛ لأنه هزأني وشمت بي دون سبب وجيه، أو لو كان هناك سبب فيجب أن يعالجه بشكل ملائم وليس بالغلط علي وعقابي وكأني طفل صغير! حاولت في آخر مرة أن أخبره عن معاملته معي وكنت صريحاً معه، وأخبرته بأن طريقته في معاملتي غير جيدة إطلاقاً، ولكنه لم يقتنع، وقال: إن هذه الطريقة تربيني، وأخذ يقول: إنه يجب أن أطيعه في أي شيء يقوله لي دون مجادلة أو طلب للتفسير، ولا أستطيع أن أكلمه مرةً أخرى لأنه هذه المرة قد أخطأ في حقي بشكل كبير.
آهٍ. لطالما أردت أن أعيش في عائلة ممتازة ليتسنى لي الفرصة بأن أحقق الحديث الشريف: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله ..) ولكنني لا أحس نفسي على الصراط المستقيم طالما والداي ليسا راضيين عني، وهذا يؤثر في إيماني كثيراً، فقد أضعت الصلاة وتركتها فترة سنة تقريباً؛ لأنني أحس بأنني غير مرضيّ من قبل والدي، فلذلك أحس بأنني لم أستفد من الصلاة وأعيش حياة إيمانية كما كنت في السابق؛ لأنني سأكون مقاطعاً والديّ بأا أكلمهم وأبقى معظم وقتي في غرفتي.
غداً لدي امتحان نهائي لمادة الرياضيات، ولم أدرس منه شيئاً، والساعة الآن الواحدة ليلاً.
أنا أفقد كل شيء نتيجة الجو العائلي السيئ جداً الذي أعيش فيه.
لقد مضى تقريباً (3) أشهر ولم أكلم أختي الأخرى، وأعرف أنني لو تصالحت الآن معها فسأتشاجر معها غداً؛ لأنه لا تعجبني تصرفاتها كاللبس الضيّق وغير الملائم وطريقة الجلوس غير المهذب ومشاهدتها أفلام وفيديو كليب الساقطة وغير المهذبة، وقد كلمت أبي عن ذلك في إحدى المرات فقال لي بألا أتدخل في شؤونها، وأيضاً كلمت أختي بذلك فقالت: إنه لا شأن لي بها.
أنا الآن في أسوأ الأحوال كما كنت دوماً ولا أعرف ما هو الحل، فإذا كان هناك حل أصلاً - لأنني حاولت مع أبي بشتى الوسائل والطرق ولم تنجح - فأنا في انتظاره، فهل الحل في أن أخرج من المنزل بعد إنهاء دراستي المدرسية وأن لا أعود إليه مرةً أخرى؟ ولكنني لن أتحمل سنتين بأسرهما بهذه الطريقة.
أعرف بأنني أطلت عليكم ولكنني أردت أن أُفضي بعض مشاكلي لعلكم تفيدونني بشيء.
ملاحظة: إذا كان ردكم هو الذهاب إلى أبي وعائلتي كلها ومصالحتي إياهم فلن يجدي ذلك شيئاً، وأنا لست مستعداً لفعل ذلك مرةً أخرى؛ لأن الحقّ معي أنا وليس علي، وفي كل مرة أذهب أنا وأعتذر لأهلي مع أن الحقّ معي، فما رأيكم؟
لا يستطيع أي إنسان أن يعيش في مثل هذا الجو الأسري السيئ.
أنا أدعو الله أن تتحسن حالتي، وأتمنى منكم مساعدتي وإرشادي بما يتوجب علي فعله.
شيءٌ أخير: هل يمكنني أن أتواصل معكم مباشرة للرد على الإجابة ومناقشة الأمر معكم على البريد الإلكتروني مثلاً؟
وشكراً.