سورة البينة .
بسم الله الرحمن الرحيم .
قال تعالى : ( والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ( 1 ) ) .
قوله تعالى : ( والمشركين ) : هو معطوف على " أهل " و ( منفكين ) : خبر كان . و ( من أهل ) : حال من الفاعل في " كفروا " .
[ ص: 508 ] قال تعالى : ( رسول من الله يتلو صحفا مطهرة ( 2 ) فيها كتب قيمة ( 3 ) ) .
قوله تعالى : ( رسول ) : هو بدل من البينة ، أو خبر مبتدأ محذوف .
و ( من الله ) : يجوز أن يكون صفة لرسول ، أو متعلقا به .
و ( يتلو ) : حال من الضمير في الجار ، أو صفة لـ ( رسول ) .
ويجوز أن يكون " من الله " حالا من صحف ؛ أي يتلو صحفا مطهرة منزلة من الله .
و ( فيها كتب ) : الجملة نعت " لصحف " .
قال تعالى : ( حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ( 5 ) ) .
و ( مخلصين ) : حال من الضمير في " يعبدوا " . و ( حنفاء ) : حال أخرى ، أو حال من الضمير في " مخلصين " .
قوله تعالى : ( دين القيمة ) : أي الملة ، أو الأمة القيمة .
قال تعالى : ( في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ( 6 ) ) .
قوله تعالى : ( في نار جهنم ) : هو خبر إن . و ( خالدين فيها ) : حال من الضمير في الخبر .
و ( البرية ) غير مهموز في اللغة الشائعة ، وأصلها الهمز ، من برأ الله الخلق ؛ أي ابتدأه ، وهي فعيلة بمعنى مفعولة ، وهي صفة غالبة ؛ لأنها يذكر معها الموصوف .
وقيل : من لم يهمزها أخذها من البرى ، وهو التراب ، وقد همزها قوم على الأصل .
قال تعالى : ( تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه جزاؤهم عند ربهم جنات عدن ( 8 ) ) .
قوله تعالى : ( خالدين فيها ) : هو حال ، والعامل فيه محذوف ، تقديره : ادخلوها خالدين ، أو أعطوها . ولا يكون حالا من الضمير المجرور في " جزاؤهم " لأنك لو قلت ذلك لفصلت بين المصدر ومعموله بالخبر ، وقد أجازه قوم ، واعتلوا له بأن المصدر هنا [ ص: 509 ] ليس في تقدير أن والفعل ، وفيه بعد . فأما " عند ربهم " فيجوز أن يكون ظرفا لـ " جزاؤهم " ، وأن يكون حالا منه .
و ( أبدا ) : ظرف زمان . والله أعلم .