[ ص: 518 ] ثم دخلت سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة
فيها يمين الدولة محمود بن سبكتكين بلاد الهند ، ففتح حصونا كثيرة ، وأخذ أموالا جزيلة وجواهر نفيسة ، وكان في جملة ما وجد بيت طوله ثلاثون ذراعا ، وعرضه خمسة عشر ذراعا مملوءا فضة ، ولما رجع إلى غزا غزنة بسط هذه الحواصل كلها في صحن داره ، وأذن لرسل الملك ، فدخلوا عليه ، فرأوا ما بهرهم وهالهم .
وفي يوم الأربعاء الحادي عشر من ربيع الآخر ، وقع ببغداد ثلج عظيم ، بحيث بقي على وجه الأرض ذراعا ونصفا ، ومكث أسبوعا لم يذب ، وبلغ سقوطه إلى تكريت والكوفة وعبادان والنهروانات . وفي هذا الشهر كثرت العملات خفية وجهرة ، حتى من المساجد والمشاهد ، ثم ظفر أصحاب الشرطة بكثير منهم فقطعوا أيديهم وكحلوهم وشهروهم ، فخمدت الفتنة ، ولله الحمد والمنة .