[ ص: 519 ] ، رضي الله عنه ، وتحريقه عن فتيا الشيخ عبد الله بن مسعود أبي حامد الإسفراييني ، مما ذكره قصة مصحف في " المنتظم " ابن الجوزي
وفي عاشر رجب الرافضة والسنة ، سببها أن بعض الهاشميين قصد جرت فتنة بين أبا عبد الله محمد بن النعمان ، المعروف بابن المعلم - وكان فقيه الشيعة - في مسجده بدرب رياح ، فعرض له بالسب ، فثار أصحابه له ، واستنفر أصحاب الكرخ ، وصاروا إلى دار القاضي والشيخ أبي محمد بن الأكفاني أبي حامد الإسفراييني ، وجرت فتنة طويلة ، وأحضرت الشيعة مصحفا ذكروا أنه مصحف وهو يخالف المصاحف كلها ، فجمع الأشراف والقضاة والفقهاء في يوم الجمعة لليلة بقيت من رجب ، وعرض المصحف عليهم ، فأشار الشيخ عبد الله بن مسعود والفقهاء بتحريقه ، ففعل ذلك بمحضر منهم ، فغضب أبو حامد الإسفراييني الشيعة من ذلك غضبا شديدا ، وجعلوا يدعون ليلة النصف من شعبان على من فعل ذلك ويسبونه ، وقصد جماعة من أحداثهم دار الشيخ أبي حامد ليؤذوه ، فانتقل منها إلى دار القطن ، وصاحوا : يا حاكم يا منصور ، وبلغ ذلك الخليفة ، فغضب وبعث أعوانه لنصرة أهل السنة ، فحرقت [ ص: 520 ] دور كثيرة من دور الشيعة ، وجرت خطوب شديدة ، وبعث عميد الجيوش إلى بغداد لينفي عنها ابن المعلم فأخرج منها ، ثم شفع فيه ، ومنعت القصاص من التعرض للفتن والسؤال باسم أحد من الصحابة ، وعاد الشيخ أبو حامد إلى داره على عادته .
وفي شعبان زلزلت الدينور زلزالا شديدا ، سقطت منها دور كثيرة ، وهلك تحت الهدم ستة عشر ألفا غير من ساخت به الأرض ، وهلك للناس شيء كثير من الأثاث والأمتعة .
وهبت ريح سوداء بدقوقاء وتكريت وشيراز ، فقلعت كثيرا من المنازل والنخيل والزيتون ، وقتلت خلقا كثيرا .
وسقط بعض شيراز ووقعت رجفة بشيراز ، غرق بسببها مراكب كثيرة في البحر ، ووقع بواسط برد زنة الواحدة مائة درهم وستة دراهم .
ووقع ببغداد في رمضان - وذلك في أيار - مطر عظيم سالت منه المزاريب .