الرابع : كما نطق به القرآن . ترك الرفث والفسوق والجدال
والرفث اسم جامع لكل لغو وخنا وفحش من الكلام ، ويدخل فيه مغازلة النساء ومداعبتهن ، والتحدث بشأن الجماع ومقدماته فإن ذلك يهيج داعية الجماع المحظور والداعي إلى المحظور محظور .
والفسق اسم جامع لكل خروج عن طاعة الله عز وجل .
والجدال هو المبالغة في الخصومة ، والمماراة بما يورث الضغائن ، ويفرق في الحال الهمة ، ويناقض حسن الخلق وقد قال سفيان من رفث فسد حجه .
وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب الكلام مع إطعام الطعام من بر الحج والمماراة تناقض طيب الكلام فلا ينبغي أن يكون كثير الاعتراض على رفيقه وجماله وعلى غيره من أصحابه بل يلين جانبه ، ويخفض جناحه للسائرين إلى بيت الله عز وجل ويلزم حسن الخلق ، وليس حسن الخلق كف الأذى بل احتمال الأذى وقيل سمي السفر سفرا ; لأنه يسفر عن أخلاق الرجال ولذلك قال عمر رضي الله عنه : لمن زعم أنه يعرف رجلا هل صحبته في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق ؟ قال : لا ، فقال : ما أراك تعرفه .