الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت الثقة بنفسي وأعاني من الاكتئاب.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشاكل نفسية تمنعني من ممارسة حياتي كالسابق؛ فهي مشاكل لم أكن أعاني منها في السابق كنت أمتلك الثقة بالنفس، وأتعامل مع الناس بتلقائية، وكنت أمتلك شخصية اجتماعية جذابة، وفجأة أحسست بتغير يحدث في شخصيتي، أبعدني عن الناس لاعتقادي أني غير محبوبة وفاشلة في التعامل مع الناس، وفقدت ثقتي في نفسي، وأصبحت تهاجمني الأفكار السلبية ليل نهار، لن أنجح في أي تعامل مع الناس أو في أي عمل أقوم به؛ فأنا تخرجت من الجامعة منذ سنوات، وأود أن أحضر الماجستير، لكن أفكاري السلبية تمنعني.

كيف التخلص من الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية كالسابق حتى أمارس حياتي بشكل طبيعي؟ كيف أسترجع ثقتي بنفسي فأنا قرأت كثيرا في مجال التنمية البشرية دون جدوى! كيف أسترجع شخصيتي الاجتماعية المحبوبة بدون تفكير في كل كلمة تقال لي وتحليلها وتحميلها أكثر من معنى؟ ودائما أرجح المعنى السلبي؛ مما أبعدني عن الناس! دائما تراودني فكرة أن أي شخص أتعامل معه يستهزئ بي ويتحدث عني وراء ظهري!

دائمة التدقيق والتحليل في كل كلمة تقال لي، حتى الكلام العادي؛ مما أرهقني كثيرا! أحاول أن أمارس حياتي بشكل طبيعي متجاهلة كل هذه الأفكار السلبية ولكني أفشل، فقدت إحساس المتعة في الحياة، لا أعرف ما هي حالتي؟ هل هي اكتئاب؟ وما علاجها؟ وهل العلاج الدوائي مفيد في حالتي؟

قرأت كثيرا عن دواء بروزاك، وعن دواء زولفت فما الفرق بينهم، وفي أي حالة يستخدمون؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اميره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً فقدان الثقة في النفس بعد أن كانت موجودة، وتغيرات في الشخصية من إنسانة اجتماعية إلى إنسانة منعزلة نوعًا ما، ومن إنسانة ناجحة إلى الإحساس بالفشل، والأفكار السلبية دائمًا هي المسيطرة عليك، قد تكون هذه أعراض اكتئاب نفسي، ولكن أهم شيء طبعًا في تشخيص الاكتئاب النفسي: وجود الاكتئاب نفسه، أي: أن الإنسان يكون حزينًا معظم الوقت، وعدم القدرة بالاستمتاع بالأشياء التي كان يستمتع بها من قبل، والإحساس بالإعياء والفتور الشديد، ووجود كل هذه الأعراض لفترة تزيد عن الأسبوعين، فإذا كانت هذه الأعراض موجودة معك ولفترة فإذًا أنت تعانين من اكتئاب.

أي: الاكتئاب نفسه، فقدان اللذة – كما ذكرت – في الاستمتاع بالأشياء، مع الأعراض التي ذكرتِها تكونين مُصابة بالاكتئاب – أختي الكريمة.

وعلاج الاكتئاب -نعم أهم شيء في علاج الاكتئاب- هو العلاج الدوائي، وهي مضادات الاكتئاب فصيلة الـ SSRIS التي ينتمي إليها البروزاك والزولفت، فهما الاثنان ينتميان إلى فصيلة واحدة من مضادات الاكتئاب، فإذًا هما يشبهان بعضًا في المفعول، وإن كانت هناك اختلافات في تفاصيل بسيطة.

مثلاً: البروزاك لا يزيد الوزن، لا يؤدي إلى النوم، فلذلك دائمًا ننصح بتناوله في النهار، لا يُعالج القلق إذا كانت هناك أعراض قلق، ويُعالج الوسواس إذا كانت هناك أعراض وسواس.

أمَّا الزولفت فهو قد يتسبب في زيادة الوزن، ولكنه أكثر فعالية من البروزاك في علاج أعراض القلق، والرهاب الاجتماعي إذا كان موجودًا.

فقياسًا على ذلك يمكنك أن تختاري ما يُناسبك – أختي الكريمة – ولكن قبل أي شيء أنا أرى أنه من الأفيد أن تقابلي طبيبًا نفسيًا، لكي يتم التشخيص النهائي بواسطته، وهل ما تعانين منه اكتئاب أم لا؟ وبعد ذلك يجب أن يتم تناول العلاج بإشرافه، نعم تستشيرينه فيما هو أنسب لك من دواء، ويمكن أن تذكري له هذين الدوائين، ولكن في النهاية أرى أن يتم كل هذا تحت إشراف نفسي، لأنه في النهاية هو الأدرى بهذه الأدوية، وهو الذي يعرف كيف يبدأها، وما هي الجرعة المناسبة، وما هي المدة التي يجب الاستمرار على الدواء فيها، حتى تتحسّني وبالتالي التوقف عنها؟

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً