السلام عليكم ..

أعاني منذ الطفولة من عدم القدرة على نطق أحرف السين والزاي والصاد؛ حيث إني إذا وضعت لساني في الموضع الطبيعي لخروج هذه الأحرف يخرج حرف ثاء، مع أن شكل لساني وأسناني طبيعي، ولا أعاني من تشوهات في الفك، وبسبب ذلك عندما أريد نطق هذه الأحرف أضطر لإخراج مقدمة اللسان إلى خارج الفم، فيخرج صوت مثل الصفير يشبه هذه الأحرف، لكنه أقرب إلى الثاء، وبسبب ذلك أعاني من مشاكل اجتماعية، ولا أتحدث مع الناس إلا قليلاً، و تكون المشكلة أكبر مع الغرباء بسبب الشكل الغريب الذي تخرج به هذه الأحرف في حالتي، وبسبب تعرضي كثيراً للاستهزاء من الناس!

وقد بحثت على الانترنت ولم أجد الكثير من المعلومات عن العلاج، وأذكر أني قرأت أن هذه المشكلة إذا لم يتم حلها في سن مبكرة فلا مجال لعلاجها لاحقاً، والآن عمري 19 عاماً، فما هي أسباب هذه الحالة وهل هنالك علاج؟

وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راغب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسباب هذه الحالات -أخي الكريم- غالباً ما يكون من التدرب على النطق الخطأ في بداية الأمر أو أن تكون هنالك بعض العلل المرتبطة بحركة اللسان، أو عضلات الفم والجوف والحلق، أخي أنا أنصحك بأن تذهب إلى أحد المشايخ المختصين في تجويد القرآن، وإن كان هذا صعباً فيمكن أن تستفيد من خلال الانترنت الشيخ الدكتور أيمن راشد سويد جزاه الله خيرًا؛ فلديه تسجيلات ممتازة جداً على اليوتيوب حول كيفية تعلم مخارج الحروف.

هذه قد تكون طريقة سهلة لكنها تتطلب منك الالتزام، هذه الطريقة الأساسية التي أراها مفيدة واستفاد منها الكثير من الناس. وأيضاً أخي الكريم اذهب وقابل أخصائي تخاطب في أحد المستشفيات المختصة، وأريدك أيضاً أن تتعلم كيفية التنفس الصحيح، الشهيق، الزفير، وهذا يمكن تعلمه من خلال تمارين الاسترخاء، إسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم: (2136015) أرجو أن تلجأ لهذه الاستشارة وتطبق ما ورد بها، وهذا يفيدك -إن شاء الله- كثيراً لأن استرخاء عضلات الجسد يؤدي إلى استرخاء النفس مما يسهل النطق.

أخي الكريم: أيضاً سيكون من الجيد أن تختار كلمات تبدأ بالأحرف التي تجد صعوبة في نطقها وتخرج هذه الكلمات بصورة جيدة بقدر المستطاع وتحاول أن تدخلها في جملة، وسيكون من الجميل أيضاً إذا قمت بتسجيل ما تقوم بترديده ثم الاستماع إليه، هذا وجد أنه يساعد كثيراً في تحسين الأداء، واصرف انتباهك عن الأمر ولا تلتفت لما يثار أو يقال اجتماعياً الذين حقيقة يستهزؤون حول من يعانون من هذه الصعوبات البسيطة هم من الأشخاص الذين لديهم علل في ذواتهم.

وكن في صحبة الصالحين، وابن علاقات اجتماعية ممتازة، وركز أخي على اكتساب المعرفة والعلم، واحرص على الصلوات في وقتها، على الدعاء، هذا كله فيه خير وخير كبير جداً لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.