الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشكلة رائحة الفم الكريهة، ما هو الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

شكر الله سعيكم إخواني

لدي مشكلة وهي شائعة عند أكثر الناس، وهي رائحة الفم الكريهة، وقد فعلت كل شيء بما يخص اللثة والأسنان، وأطباء الأسنان قالوا اللثة بحالة ممتازة جدا -ولله الحمد- كذلك الأسنان تم علاجها وتلبيسها، وأستخدم الفرشاة والمعجون وغسول الفم يوميا، ومع ذلك الرائحة تزيد، وبالصدفة حصل عندي التهاب في البطن بسبب السمن والعسل، وهو موجود لدي من أول، ويلتهب مع استخدام السمن والعسل وبعض أنواع الأكل.

ذهبت للمستشفى وصرفوا لي دواء فلاجيل 500 وبعدما استخدمته لمدة 5 أيام لاحظت أن رائحة الفم اختفت نهائيا من بعد استخدام القرص الرابع تقريبا، ولكن الآن وبعد أسبوع من نهاية العلاج أحسست بالرائحة بدأت تعود تدريجيا.

سؤالي: هل هذا يدل على أن المشكلة لدي في الجهاز الهضمي؟ وهل أستمر على هذا الدواء مادام أنه ساعدني في التخلص من هذه المشكلة بعد الله؟

أفيدوني، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل مشكلة البخر الفموي أو الرائحة الفموية هي مشكلة يعاني منها الكثير من الناس، ونسبة 95 % من أسباب الرائحة الفموية مرتبطة بمسبب فموي، وخصوصا التهابات اللثة، وتركيبات الأسنان وحشوات الأسنان، والتهابات اللسان والفم الفطرية.

لذلك الخط الأول في العلاج نفي أي مسبب فموي مرتبط برائحة الفم، ويجب عمل صورة أشعة للفم والأسنان؛ للكشف عن أي أسنان منطمرة ضمن الفك مشكلة لجيوب تفاقم الرائحة الفموية، أو للكشف عن أي نخور بين سنية، أو تحت لثوية صعبة الكشف بطرق الفحص التقليدية عند الطبيب.

كما يجب تقييم الحشوات والتركيبات الموجودة؛ فأغلب مشاكل البخر الفموي مرتبط بحشوات وتركيبات قديمة، وخصوصا الحشوات التجميلية المكونة من الراتنج (شبيه بالبلاستيك)؛ حيث تكون هذه الحشوات والتركيبات عرضة للتلون وامتصاص السوائل الفموية مسببة للبخر الفموي، أو قد تكون التركيبات السنية غير منطبقة بشكل جيد مع الأسنان، مسببة فراغا تدخل فيه فضلات الطعام، وتصبح بؤرة للجراثيم ومخلفاتها مسببة للرائحة الفموية المزعجة، كما يجب نفي وجود التهابات اللسان الفطرية، أو تشققات اللسان، وعلاجها بمضاد للفطريات إن وجدت.

أخي الكريم: إن دواء الفلاجيل (الميرونيدازول) يقضي على زمرة من الجراثيم، والتي تدعى بالجراثيم اللاهوائية، وهذه الجراثيم مسؤولة عن التهابات المعدة والأمعاء الجرثومية، أو التهابات الطرق التنفسية العلوية، أو التهابات النسج اللثوية الجرثومية، وتكاثر هذه الجراثيم ومخلفاتها تسبب الرائحة الفموية.

وإن تزامن اختفاء الرائحة الفموية مع تناول هذا الدواء يدل على وجود مشكلة التهابية جرثومية مسببة الرائحة الفموية؛ لذلك بعد نفي أي مسبب فموي من المذكور سابقا يجب الكشف عن هذا الالتهاب؛ بعمل فحص للطرق التنفسية العلوية للكشف عن وجود بعض الأمراض المسببة للبخر الفموي مثل: التهابات الجيوب المزمن، أو التهاب القصبات الهوائية المزمن، أو احتقان والتهاب البعلوم المزمن، كما يجب تمييز المسبب إذا كان في جهاز الهضم، وخصوصا التهاب المعدة أو الارتجاع المريئي.

أخي الكريم: لا يجوز الاستمرار بأي دواء دون استشارة طبيب؛ فالدواء قد يعالج عرضا دون علاج المسبب الرئيس، فيجب عليك عمل استقصاء أشمل، ومراجعة طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وطبيب الأمراض الهضمية في حال نفي أي مسبب فموي.

أسأل الله لك التوفيق والسداد مع أطيب الأماني.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب HAYAT

    جزاكم الله خيرا أجركم في الجنة بإذن الله..

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً