السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 25 سنة، أعاني من رائحة الفم منذ 3 سنوات، حيث ظننت في بداية الأمر بأنه أمر بسيط، وأن زيارة لطبيب الأسنان كافية، وبالفعل ذهبت، وكانت هذه النهاية لبداية حياتي، فقد كنت سعيدا في حياتي، وأدرس في الجامعة، وعلاماتي عالية، وطموحاتي كانت كبيرة جدا، ولكن في لمح البصر انتهى كل شيء بسبب مشكلة لم ولن أجد لها حلا.
فبعد ذهابي لطبيب الأسنان أعطاني علاجا وأخبرني بأنه يلزمني إجراء عملية، وأن المشكلة ستنتهي بهذا الشكل، وفعلا أجريتها، وظننت بأن المشكلة انتهت، ولكنها لم تنته، فبدأت أشك بالموضوع، وذهبت إلى عدة أطباء بعدها، ولكني لم أستفد شيئا، فقد كانوا يحولوني مرة على طبيب المعدة، ومرة على طبيب الجهاز التنفسي، وأعاني علاجا ولكن بلا فائدة.
وبسبب تكاليف العلاج كنت أستدين، وكتبت كمبيالات خلال سنتي الجامعية الرابعة، حيث قطعت مشوارا طويلا ولم يتبق إلا فصل واحد، ولكن لأن أوضاعي المالية تدهورت تركت الجامعة، وانتهى حلمي الذي حلمت به مذ كنت صغيرا، وطوال حياتي أحلم باللحظة التي أتخرج بها وأفرح أبي وأمي، وكل ذلك بسبب مشكلة رائحة فمي الكريهة، فقد ضيعت مبالغ مالية كبيرة على الأطباء، وآخر شيء تم وصفه لي هو الأعشاب (200 دينار) ولم أستفد شيئا أيضا، فاعتزلت الناس والحياة، وحتى أهلي، وأصبحت لا أخرج من البيت حتى للصلاة، فقط من البيت إلى العمل، ومن العمل إلى البيت، لدرجة أن أقاربي وجيراني يظنونني مسافراً، فأنا أحرج من الفجر ولا أعود إلا في الليل.
أصحابي كلهم تخرجوا وتزوجوا وأنا لا شيء، دراستي تركتها، حياتي دمرت، أصبحت بلا هدف، أنتظر موتي بسبب رائحتي الكريهة.
أعاني من ديون ضخمة، ودخلت السجن وخرجت بسبب ذلك، على الرغم من أني لم أعتد على أحد في حياتي.
حياتي بلا معنى، موتي أفضل للجميع، وفي الحقيقة انتهت حياتي منذ 3 سنوات، فأصبحت دائما مكتئبا وحزينا، ونكرة بلا معنى، وقد فكرت بالانتحار مرات عديدة، ولكني أخاف الله، 3 سنوات وأنا أتعذب، ولم أعد آكل ولا أشرب إلا ما يبقيني على قيد الحياة، فكل يومين آكل مرة واحدة، ولكن الحمد لله، وأملي بالله كبير، ولا أتمنى أن يعاني أحد مما عانيت منه، منذ سنوات لم أضحك، ولم أبتسم، ولم أتكلم مع أحد حتى الرجل الذي أعمل عنده.
كم تمنيت أن أموت وأن تنتهي قصتي وعذابي.