السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في البداية أود أن أقول لكم: جزاكم الله خيرا جميعا على ما تقدمونه لنا من نفع، وبفضل الله ثم بكم نتغير دائما للأفضل..
باختصار وحتى لا أطيل عليكم، أنا فتاة لا أعرف نفسي، ولا أعرف ما أريد، وما أريده أعرفه بعد أن أضيع الفرصة.
فلقد رفضت شابا فاضلا، وأهله أناس محترمون، ولكن والده ووالدته منفصلان، فقلت في نفسي: لا بأس، وعندما استخرت؛ رأيته في منامي، وقد أقبل على ورقة بيضاء، وارتحت له، وعندما تكلمت معه وسألته: هل ستعمل عرسا في قاعة؟ وهل ستسمح لي بأن أرقص؟ قال: نعم، ما دام هذا الأمر سيسعدك، فتضايقت، لأنه كان من المفترض أن يغار علي، لا أن يسمح لي، مع أنه كان محترما، ولكنني بعد ذلك رفضته، فذهب لحال سبيله، وتزوج، وأقام عرسه في جامع.
أنا خائفة من أن أكون قد ظلمته، فقد كان متعلقا ومتمسكا بي، ولكنني رفضته، وكان أيضا من أسباب رفضي له أنه ممتلئ قليلا، وأنا أحب الشاب العملي والغير رسمي، وشعرت حينها بأنني كنت تافهة حين رفضته.
حاليا خطبت لشخص ملتح كنت أتمناه، ولكني أشعر بأني لست متقبلة إياه كثيرا، مع أن مركزه جيد، وكل من حوله يشهدون له بالأخلاق والدين، ولكني أحس أحيانا عندما أكلمه بالهاتف بأني فرحة جدا به، وأهله أناس طيبون، لم نعقد بعد، ولكننا لا نتكلم في المشاعر أو الحب، بل في مواضيع عامة، ولها حدود، ومع ذلك أشعر بأني نادمة ومتحسرة على رفضي للخاطب الذي قبله، وخائفة من أن أكون قد ظلمته، وخائفة من أن يعاقبني ربي، وخائفة من المستقبل.
كنت غير متدينة من قبل، وحاليا خطيبي ألبسني النقاب، وأصر عليه، فهل من الممكن أن يكون ما أنا فيه من الشيطان؟ خائفة من أن أترك هذا الخاطب، مع أنه طيب ومحترم ومتدين، وهل ما مررت به كان درسا لي وتمهيدا حتى أتمسك بخطيبي هذا؟
أنا نادمة على الفرص التي أضعتها من يدي، فقد كنت أشعر بتخبط كبير، كما أنني أشعر بتفاهتي، حيث أنني أسعى لتغيير طريقة لبس زوجي؛ لعلي أتقبله أكثر، أعرف أن هذا أمر تافه، ولكن كيف يمكنني إقناعه بذلك؟ كما أنه مهتم بالرياضيات والأمور العقلية، وهذا يدل على أنه لن يكون رومانسيا معي في المستقبل، فهو يهتم فقط بالعقل، سامحوني على تفاهتي، ولكن التدين والتقرب إلى الله غيرني كثيرا -ولله الحمد-.
مشكلتي الأخيرة: هي أن المظاهر تخدعني، كما أنني بصعوبة أقاوم الفتن في سبيل أن أثبت على نقابي، ويتقطع قلبي عندما أرى لباس الفتيات، وأستغرب أنني في يوم ما كنت مثلهم، وأبي لا يحب النقاب، فقد فرض علي من أجل خطيبي، فهو يريدني أن ألبسه، وكل من يراني يقول: لماذا فعلت بنفسك هكذا فأضعف، ولم أعد أحب أن أفتح دولاب ملابسي، حتى لا أرى ملابسي القديمة، ولكن عندما أشاهد مقطع فيديو؛ أرجع وأتغير وأشعر بالقوة والثبات مرة أخرى.
شكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.