باب ذكر
نوح عليه السلام
وهو
نوح بن لمك بن متوشلخ بن إدريس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار :
نوح بن ملكان بن مثوب بن إدريس ، وكان بين
آدم ونوح ألف سنة ، وولد
نوح عليه السلام بعد وفاة
آدم بثمانمائة وست وعشرين سنة ، فلما بلغ قال له أبوه: قد علمت أنه لم يبق في هذا الموضع غيرنا فلا تستوحش ولا تتبع الأمة الخاطئة ، فما زال على حاله حتى بعثه الله تعالى بعد أن تكامل له خمسون سنة ، وقيل: ثلاثمائة وخمسون ، وقيل: كان ابن أربعمائة وثمانين سنة ، فبعث وليس في الزمان من يأمر بالمعروف ، وكانوا يعبدون الأوثان ، فدعاهم وكانوا يضربونه حتى يغشى عليه .
أخبرنا
محمد بن عبد الباقي البزار ، أخبرنا
الجوهري ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13103أبو عمر بن حيويه ، أخبرنا
أحمد بن معروف أخبرنا
الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا
محمد بن سعد ، أخبرنا
هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، عن
أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال: كان للمك يوم ولد
نوحا اثنتان وثمانون سنة ولم يكن أحد في ذلك الزمان ينهى عن منكر ، فبعث الله
نوحا إليهم وهو ابن أربعمائة وثمانين سنة ، ودعاهم مائة وعشرون سنة ، وركب السفينة وهو ابن ستمائة سنة ، ثم مكث بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين سنة .
أخبرنا
أبو المعمر الأنصاري ، أخبرنا
يحيى بن عبد الوهاب بن منده ، أخبرنا
أبو طاهر بن عبد الرحيم ، أخبرنا
أبو محمد بن حبان ، حدثنا
محمد بن أحمد بن معدان ، حدثنا
أبو عمير ، حدثنا
أبو ضمرة ، عن
سعيد بن حسن ، قال: كان قوم
نوح [ ص: 240 ] يزرعون في الشهر مرتين ، وكانت المرأة تلد أول النهار فيتبعها ولدها في آخره .
قال علماء السير:
nindex.php?page=treesubj&link=31828فرض الله على نوح الصلاة والحلال والحرام ، وأمره الله -عز وجل- بصنعه السفينة ، فغرس شجرة فعظمت ثم قطعها ، وجعل يعمل سفينة فيمرون عليه فيسخرون منه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي : أنبت الساج أربعين سنة ، وعملها في أربعمائة سنة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : ذكر لنا أن طولها ثلاثمائة ذراع ، وعرضها خمسون ، وارتفاعها في السماء ثلاثون .
وقيل: طولها ألف ذراع ، وكانت ثلاث طبقات ، فطبقة فيها الدواب والوحش ، وطبقة فيها الإنس ، وطبقة فيها الطير ، فلما كثرت أرواث الدواب أوحى الله تعالى إلى
نوح أن اغمز ذنب الفيل فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة ، فأقبلا على الروث ، فلما وقع الفأر بخرز السفينة يقرضه أوحى الله إلى
نوح أن اضرب بين عيني الأسد فخرج من منخره سنور وسنورة ، فأقبلا على الفأر .
وروى
يوسف بن مهران ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال: أول ما حمل في الفلك من الدواب الذرة ، وآخر ما حمل الحمار .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كانوا ثمانين رجلا منهم
سام ، وحام ، ويافث . وكنائنه ، نساء بنيه هؤلاء ، وثلاثة وسبعون من ولد
شيث .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : كانوا ثمانية:
نوح وامرأته ، وبنوه الثلاثة ونساؤهم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : كانوا سبعة ، ولم يذكر
امرأة نوح .
[ ص: 241 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : كانوا عشرة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : حدثت أن
حاما أصاب امرأته في السفينة فدعا عليه
نوح فتغير نطفته فجاء
بالسودان .
وقال
الحسن : كان التنور الذي فار منه الماء حجارة .
واختلفوا أين فار التنور ؟
فروى
عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه فار
بالهند . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد بالكوفة .
أنبأنا
عبد الوهاب بن المبارك ، حدثنا
أبو الحسين بن علي الطناجيري ، أخبرنا
عمرو بن أحمد بن شاهين ، حدثنا
عبد الله بن محمد ، حدثنا
شيبان بن فروخ ، حدثنا
سعيد بن عبد العزيز ، عن
أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال: لما ركب
نوح السفينة جاء إبليس فتعلق بالسفينة وقال: من أنت؟ قال: إبليس ، قال: ما جاء بك؟ قال: جئت لتسأل لي ربك ، هل لي من توبة؟ قال: فأوحى الله إليه أن توبته أن يأتي قبر
آدم فيسجد له ، فقال: أنا لم أسجد له حيا وأسجد له ميتا ، فذلك
nindex.php?page=treesubj&link=28973قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=34أبى واستكبر وكان من الكافرين .
قال علماء السير:
nindex.php?page=treesubj&link=31836_31832فلما استقر نوح بمن معه فتحت أبواب السماء بماء منهمر ، فغطى السفينة وكان بين أن أرسل الله الماء ، وبين أن احتمل السفينة أربعون يوما ، ثم ارتفع الماء فوق الجبال فهلك كل ما على وجه الأرض من ذي روح وشجر ، فلم يبق سوى
نوح ومن معه .
[ ص: 242 ]
ويزعم
أهل الكتاب أنه بقي
عوج بن عناق أيضا .
روى
أبو صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال: أرسل الله المطر أربعين يوما وأربعين ليلة ،
nindex.php?page=treesubj&link=31836فأقبلت الوحش والدواب كلها إلى نوح ، وسخرت له ، فحمل له منها من كل زوجين اثنين ، وحمل جسد
آدم ، فجعله حاجزا بين النساء والرجال ، فركبوا [فيها] لعشر ليال مضين من رجب ، وخرجوا منها يوم عاشوراء ، فسارت بهم السفينة وطافت بهم الأرض كلها في ستة أشهر لا تستقر ، حتى أتت
الحرم فلم تدخله ، ودارت
بالحرم أسبوعا ، ورفع
البيت الذي بناه
آدم ، رفع من الغرق - وهو
البيت المعمور والحجر الأسود – على
أبي قبيس ، ثم انتهت بهم إلى
الجودي ، وهو جبل في أرض
الموصل ، فاستقرت عليه ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي . فصار ما نزل من السماء هذه البحور التي ترون في الأرض ، فآخر ما بقي من الطوفان في الأرض [ماء] بحسمى بقي في الأرض أربعين سنة بعد الطوفان ثم ذهب .
قال العلماء:
nindex.php?page=treesubj&link=31832أرسل الله الطوفان [لمضي] ستمائة سنة من عمر نوح ، ولتتمة ألفي سنة ومائتي سنة وست وخمسين سنة من لدن هبوط
آدم ، وكان ذلك لثلاث عشرة خلت من آب ، وأقام
نوح في السفينة إلى أن غاض الماء ، فلما خرج اتخذ بناحية
بقردى من أرض الجزيرة موضعا ، وابتنى هناك قرية سموها
ثمانين ، لأنه كان فيها
[ ص: 243 ] لكل إنسان معه بيت ، فهي إلى اليوم تسمى
سوق ثمانين .
أنبأنا
عبد الوهاب بن المبارك ، أخبرنا
أبو الحسين بن عبد الجبار ، أخبرنا
الحسين بن علي الطناجيري ، [أخبرنا]
عمر بن أحمد بن شاهين ، حدثنا
موسى بن عبد الله بن يحيى ، قال: حدثني
عبد الله بن أبي سعد ، حدثني
محمد بن الهيثم بن عدي ، حدثني
أبو يعقوب بن سابق ، حدثنا
هشيم ، عن
الكلبي ، عن
ابن صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال: كان مجتمع الناس حيث خرجوا من السفينة
ببابل ، فنزلوا
سوق ثمانين بالجزيرة ، فابتنى كل واحد منهم بيتا ، وكانوا ثمانين رجلا فسمي
سوق ثمانين ، ثم ضاقت بهم حتى خرجوا فنزلوا موضع
بابل ، وكان طول
بابل اثني عشر فرسخا في اثني عشر فرسخا ، وكان سورها عند النيل وبابها عند
داوردان ، فمكثوا بها حتى كثروا ، وملكهم يومئذ
نمرود بن كنعان بن حام بن نوح ، فلما كفروا بلبل الله ألسنتهم ففرقوا على اثنين وسبعين لسانا ، وفهم الله العربية
عمليق ،
وأميم ، وطسم بن لوط بن سام ، وعاد
وعبيل ابني
عوص بن إرم بن سام ، وثمود ،
وجديس بن جاثم بن إرم بن سام ، وقنطور بن عابر بن شالخ بن أرفخسد بن سام .
فخرجت
عاد وعبيل ، فنزلت
عاد الشحر ، ونزلت
عبيل يثرب ، ونزلت
عماليق صنعاء وما حولها ، ونزلت
أميم أبار ومضى بعضهم مع
عاد ، ومضت
طسم وجديس فنزلوا
اليمامة ، ونزلت
ثمود الحجر وما والاها .
فهلكت
عاد والعماليق بصنعاء ، وتحولت
العماليق فنزلت
مكة ثم مضى بعضهم إلى
يثرب ،
ويثرب اسم رجل منهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13260ابن شاهين : وحدثني
أبي ، حدثنا
محمد بن علي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي ، حدثنا
أبو [ ص: 244 ]
ضمرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، قال: كان الرجل في زمان
نوح ينتسب إلى خمسة عشر أبا كلهم حي .
قال العلماء: عاش
نوح بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة على خلاف في عدد السنين ، وكان جميع عمر
نوح ألف سنة إلا خمسين عاما ، ويقال أكثر ، وإنما ذلك مقدار لبثه في الإنذار والله أعلم .
وروى
أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال: ولد
نوح ساما وفي ولده بياض وأدمة ،
وحاما وفي ولده سواد وبياض قليل ،
ويافث وفيهم [الشقرة] والحمرة ،
وكنعان وهو الذي غرق ،
والعرب تسميه
ياما .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=treesubj&link=29008في قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=77وجعلنا ذريته هم الباقين ، قال: لم يبق إلا ذرية
نوح .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة :
nindex.php?page=treesubj&link=31828الناس كلهم من ذرية نوح .
بَابُ ذِكْرِ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ
وَهُوَ
نُوحُ بْنُ لَمَكِ بْنِ مَتُوشَلَخَ بْنِ إِدْرِيسَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ :
نُوحُ بْنُ مَلْكَانَ بْنِ مَثُوبِ بْنِ إِدْرِيسَ ، وَكَانَ بَيْنَ
آدَمَ وَنُوحٍ أَلْفُ سَنَةٍ ، وَوُلِدَ
نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ وَفَاةِ
آدَمَ بِثَمَانِمِائَةٍ وَسِتٍّ وَعِشْرِينَ سَنَةً ، فَلَمَّا بَلَغَ قَالَ لَهُ أَبُوهُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ غَيْرُنَا فَلَا تَسْتَوْحِشْ وَلَا تَتَّبِعِ الْأُمَّةُ الْخَاطِئَةَ ، فَمَا زَالَ عَلَى حَالِهِ حَتَّى بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى بَعْدَ أَنْ تَكَامَلَ لَهُ خَمْسُونَ سَنَةً ، وَقِيلَ: ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسُونَ ، وَقِيلَ: كَانَ ابْنَ أَرْبَعِمِائَةٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ، فَبُعِثَ وَلَيْسَ فِي الزَّمَانِ مَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَكَانُوا يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ ، فَدَعَاهُمْ وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ .
أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ ، أَخْبَرَنَا
الْجَوْهَرِيُّ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13103أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَوَيْهِ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ أَخْبَرَنَا
الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، أَخْبَرَنَا
هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: كَانَ لِلَمَكَ يَوْمَ وَلَدَ
نُوحًا اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سَنَةً وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ ، فَبَعَثَ اللَّهُ
نُوحًا إِلَيْهِمْ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِمِائَةٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ، وَدَعَاهُمْ مِائَةً وَعِشْرُونَ سَنَةً ، وَرَكِبَ السَّفِينَةَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّمِائَةِ سَنَةٍ ، ثُمَّ مَكَثَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً .
أَخْبَرَنَا
أَبُو الْمَعْمَرِ الْأَنْصَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مِنْدَهْ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو طَاهِرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو ضَمْرَةَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ حَسَنٍ ، قَالَ: كَانَ قَوْمُ
نُوحٍ [ ص: 240 ] يَزْرَعُونَ فِي الشَّهْرِ مَرَّتَيْنِ ، وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلِدُ أَوَّلَ النَّهَارِ فَيَتْبَعُهَا وَلَدُهَا فِي آخِرِهِ .
قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ:
nindex.php?page=treesubj&link=31828فَرَضَ اللَّهُ عَلَى نُوحٍ الصَّلَاةَ وَالْحَلَالَ وَالْحَرَامَ ، وَأَمَرَهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِصُنْعِهِ السَّفِينَةَ ، فَغَرَسَ شَجَرَةً فَعَظُمَتْ ثُمَّ قَطَعَهَا ، وَجَعَلَ يَعْمَلُ سَفِينَةً فَيَمُرُّونَ عَلَيْهِ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ : أَنْبَتَ السَّاجَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، وَعَمِلَهَا فِي أَرْبَعِمِائَةِ سَنَةٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ طُولَهَا ثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ ، وَعَرْضُهَا خَمْسُونَ ، وَارْتِفَاعُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ .
وَقِيلَ: طُولُهَا أَلْفُ ذِرَاعٍ ، وَكَانَتْ ثَلَاثَ طَبَقَاتٍ ، فَطَبَقَةٌ فِيهَا الدَّوَابُّ وَالْوَحْشُ ، وَطَبَقَةٌ فِيهَا الْإِنْسُ ، وَطَبَقَةٌ فِيهَا الطَّيْرُ ، فَلَمَّا كَثُرَتْ أَرْوَاثُ الدَّوَابِّ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى
نُوحٍ أَنِ اغْمِزْ ذَنَبَ الْفِيلِ فَغَمَزَهُ فَوَقَعَ مِنْهُ خِنْزِيرٌ وَخِنْزِيرَةٌ ، فَأَقْبَلَا عَلَى الرَّوْثِ ، فَلَمَّا وَقَعَ الْفَأْرُ بِخَرَزِ السَّفِينَةِ يَقْرِضُهُ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى
نُوحٍ أَنِ اضْرِبْ بَيْنَ عَيْنَيِ الْأَسَدِ فَخَرَجَ مِنْ مَنْخَرِهِ سِنَّوْرٌ وَسِنَّوْرَةٌ ، فَأَقْبَلَا عَلَى الْفَأْرِ .
وَرَوَى
يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: أَوَّلُ مَا حُمِلَ فِي الْفَلَكِ مِنَ الدَّوَابِّ الذُّرَةُ ، وَآخِرُ مَا حُمِلَ الْحِمَارُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانُوا ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْهُمْ
سَامٌ ، وَحَامٌ ، وَيَافِثٌ . وَكَنَائِنُهُ ، نِسَاءُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ ، وَثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ مِنْ وَلَدِ
شِيثٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : كَانُوا ثَمَانِيَةً:
نُوحٌ وَامْرَأَتُهُ ، وَبَنُوهُ الثَّلَاثَةُ وَنِسَاؤُهُمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ : كَانُوا سَبْعَةً ، وَلَمْ يَذْكُرِ
امْرَأَةَ نُوحٍ .
[ ص: 241 ]
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ : كَانُوا عَشَرَةً .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : حَدَّثَتْ أَنَّ
حَامًا أَصَابَ امْرَأَتَهُ فِي السَّفِينَةِ فَدَعَا عَلَيْهِ
نُوحٌ فَتَغَيَّرَ نُطْفَتُهُ فَجَاءَ
بِالسُّودَانِ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : كَانَ التَّنُّورُ الَّذِي فَارَ مِنْهُ الْمَاءُ حِجَارَةً .
وَاخْتَلَفُوا أَيْنَ فَارَ التَّنُّورُ ؟
فَرَوَى
عِكْرِمَةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ فَارَ
بِالْهِنْدِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ بِالْكُوفَةِ .
أَنْبَأَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ ، أَخْبَرَنَا
عَمْرُو بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ ، قَالَ: لَمَّا رَكِبَ
نُوحٌ السَّفِينَةَ جَاءَ إِبْلِيسٌ فَتَعَلَّقَ بِالسَّفِينَةِ وَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: إِبْلِيسُ ، قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: جِئْتُ لِتَسْأَلَ لِي رَبَّكَ ، هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ تَوْبَتَهُ أَنْ يَأْتِيَ قَبْرَ
آدَمَ فَيَسْجُدُ لَهُ ، فَقَالَ: أَنَا لَمْ أَسْجُدْ لَهُ حَيًّا وَأَسْجُدُ لَهُ مَيِّتًا ، فَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=28973قَوْلُهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=34أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ .
قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ:
nindex.php?page=treesubj&link=31836_31832فَلَمَّا اسْتَقَرَّ نُوحٌ بِمَنْ مَعَهُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ، فَغَطَّى السَّفِينَةَ وَكَانَ بَيْنَ أَنْ أَرْسَلَ اللَّهُ الْمَاءِ ، وَبَيْنَ أَنِ احْتَمَلَ السَّفِينَةَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا ، ثُمَّ ارْتَفَعَ الْمَاءُ فَوْقَ الْجِبَالِ فَهَلَكَ كُلُّ مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ ذِي رُوحٍ وَشَجَرٍ ، فَلَمْ يَبْقَ سِوَى
نُوحٍ وَمَنْ مَعَهُ .
[ ص: 242 ]
وَيَزْعُمُ
أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّهُ بَقِيَ
عِوَجُ بْنُ عِنَاقٍ أَيْضًا .
رَوَى
أَبُو صَالِحٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: أَرْسَلَ اللَّهُ الْمَطَرَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً ،
nindex.php?page=treesubj&link=31836فَأَقْبَلَتِ الْوَحْشُ وَالدَّوَابُّ كُلُّهَا إِلَى نُوحٍ ، وَسُخِّرَتْ لَهُ ، فَحُمِلَ لَهُ مِنْهَا مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ، وَحُمِلَ جَسَدُ
آدَمَ ، فَجَعَلَهُ حَاجِزًا بَيْنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ ، فَرَكِبُوا [فِيهَا] لِعَشْرِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ رَجَبَ ، وَخَرَجُوا مِنْهَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَسَارَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ وَطَافَتْ بِهِمُ الْأَرْضَ كُلَّهَا فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ لَا تَسْتَقِرُّ ، حَتَّى أَتَتِ
الْحَرَمَ فَلَمْ تَدْخُلْهُ ، وَدَارَتْ
بِالْحَرَمِ أُسْبُوعًا ، وَرُفِعَ
الْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ
آدَمُ ، رُفِعَ مِنَ الْغَرَقِ - وَهُوَ
الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ وَالْحَجَرُ الْأَسْوَدُ – عَلَى
أَبِي قُبَيْسٍ ، ثُمَّ انْتَهَتْ بِهِمْ إِلَى
الْجُودِيِّ ، وَهُوَ جَبَلٌ فِي أَرْضِ
الْمُوصِلِ ، فَاسْتَقَرَّتْ عَلَيْهِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي . فَصَارَ مَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ هَذِهِ الْبُحُورُ الَّتِي تَرَوْنَ فِي الْأَرْضِ ، فَآخِرُ مَا بَقِيَ مِنَ الطُّوفَانِ فِي الْأَرْضِ [مَاءٌ] بِحِسْمَى بَقِيَ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً بَعْدَ الطُّوفَانِ ثُمَّ ذَهَبَ .
قَالَ الْعُلَمَاءُ:
nindex.php?page=treesubj&link=31832أَرْسَلَ اللَّهُ الطُّوفَانَ [لِمُضِيِّ] سِتِّمِائَةِ سَنَةٍ مِنْ عُمْرِ نُوحٍ ، وَلِتَتِمَّةِ أَلْفَيْ سَنَةٍ وَمِائَتَيْ سَنَةٍ وَسِتٍّ وَخَمْسِينَ سَنَةً مِنْ لَدُنْ هُبُوطِ
آدَمَ ، وَكَانَ ذَلِكَ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ آبَ ، وَأَقَامَ
نُوحٌ فِي السَّفِينَةِ إِلَى أَنْ غَاضَ الْمَاءُ ، فَلَمَّا خَرَجَ اتَّخَذَ بِنَاحِيَةٍ
بِقَرَدَى مِنْ أَرْضِ الْجَزِيرَةِ مَوْضِعًا ، وَابْتَنَى هُنَاكَ قَرْيَةً سَمَّوْهَا
ثَمَانِينَ ، لِأَنَّهُ كَانَ فِيهَا
[ ص: 243 ] لِكُلِّ إِنْسَانٍ مَعَهُ بَيْتٌ ، فَهِيَ إِلَى الْيَوْمِ تُسَمَّى
سُوقَ ثَمَانِينَ .
أَنْبَأَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكُ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، أَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ ، [أَخْبَرَنَا]
عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى ، قَالَ: حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنِي
أَبُو يَعْقُوبَ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا
هُشَيْمٌ ، عَنِ
الْكَلْبِيِّ ، عَنِ
ابْنِ صَالِحٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: كَانَ مُجْتَمَعُ النَّاسِ حَيْثُ خَرَجُوا مِنَ السَّفِينَةِ
بِبَابِلَ ، فَنَزَلُوا
سُوقَ ثَمَانِينَ بِالْجَزِيرَةِ ، فَابْتَنَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بَيْتًا ، وَكَانُوا ثَمَانِينَ رَجُلًا فَسُمِّيَ
سُوقَ ثَمَانِينَ ، ثُمَّ ضَاقَتْ بِهِمْ حَتَّى خَرَجُوا فَنَزَلُوا مَوْضِعَ
بَابِلَ ، وَكَانَ طُولُ
بَابِلَ اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا فِي اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا ، وَكَانَ سُورُهَا عِنْدَ النِّيلِ وَبَابُهَا عِنْدَ
دَاوَرْدَانَ ، فَمَكَثُوا بِهَا حَتَّى كَثُرُوا ، وَمَلَكَهُمْ يَوْمَئِذٍ
نَمْرُودُ بْنُ كَنْعَانَ بْنِ حَامِ بْنِ نُوحٍ ، فَلَمَّا كَفَرُوا بَلْبَلَ اللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ فَفُرِّقُوا عَلَى اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ لِسَانًا ، وَفَهَّمَ اللَّهُ الْعَرَبِيَّةَ
عَمْلِيقَ ،
وَأُمَيْمَ ، وَطَسَمَ بْنَ لُوطِ بْنِ سَامٍ ، وَعَادَ
وَعُبَيْلَ ابْنَيْ
عَوْصِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامٍ ، وَثَمُودَ ،
وَجَدِيسَ بْنَ جَاثِمِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامٍ ، وَقَنْطُورَ بْنَ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخْسَدِ بْنِ سَامٍ .
فَخَرَجَتْ
عَادٌ وَعُبَيْلٌ ، فَنَزَلَتْ
عَادٌ الشِّحْرَ ، وَنَزَلَتْ
عَبِيلٌ يَثْرِبَ ، وَنَزَلَتْ
عَمَالِيقُ صَنْعَاءَ وَمَا حَوْلَهَا ، وَنَزَلَتْ
أُمَيْمٌ أَبَارَ وَمَضَى بَعْضُهُمْ مَعَ
عَادٍ ، وَمَضَتْ
طَسَمُ وَجَدِيسُ فَنَزَلُوا
الْيَمَامَةَ ، وَنَزَلَتْ
ثَمُودُ الْحِجْرَ وَمَا وَالَاهَا .
فَهَلَكَتْ
عَادٌ وَالْعَمَالِيقُ بِصَنْعَاءَ ، وَتَحَوَّلَتِ
الْعَمَالِيقُ فَنَزَلَتْ
مَكَّةَ ثُمَّ مَضَى بَعْضُهُمْ إِلَى
يَثْرِبَ ،
وَيَثْرِبُ اسْمُ رَجُلٍ مِنْهُمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13260ابْنُ شَاهِينَ : وَحَدَّثَنِي
أَبِي ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15020الْقَعْنَبِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو [ ص: 244 ]
ضَمْرَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي زَمَانِ
نُوحٍ يَنْتَسِبُ إِلَى خَمْسَةَ عَشَرَ أَبًا كُلُّهُمْ حَيٌّ .
قَالَ الْعُلَمَاءُ: عَاشَ
نُوحٌ بَعْدَ الطُّوفَانِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً عَلَى خِلَافٍ فِي عَدَدِ السِّنِينَ ، وَكَانَ جَمِيعُ عُمْرِ
نُوحٍ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ، وَيُقَالُ أَكْثَرُ ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ مِقْدَارُ لُبْثِهِ فِي الْإِنْذَارِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَرَوَى
أَبُو صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: وَلَدَ
نُوحٌ سَامًا وَفِي وَلَدِهِ بَيَاضٌ وَأَدَمَةٌ ،
وَحَامًا وَفِي وَلَدِهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ قَلِيلٌ ،
وَيَافِثَ وَفِيهِمُ [الشُّقْرَةُ] وَالْحُمْرَةُ ،
وَكَنْعَانُ وَهُوَ الَّذِي غَرِقَ ،
وَالْعَرَبَ تُسَمِّيهِ
يَامًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=treesubj&link=29008فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=77وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ، قَالَ: لَمْ يَبْقَ إِلَّا ذُرِّيَّةُ
نُوحٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=31828النَّاسُ كُلُّهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ نُوحٍ .