فائدة [ هي الطاعة لله تعالى ] العبادة هي الطاعة لله تعالى . وقال بعض أصحاب العبادة : بما افتقر من الطاعات إلى النية . قاله أبي حنيفة في " الملخص " : قال : والطاعة : موافقة الأمر ، وقال الشيخ أبو إسحاق ابن الصباغ في " العدة " : الطاعة موافقة الأمر ، والمعصية مخالفة الأمر . وقالت المعتزلة : الطاعة موافقة المطاع ، والمعصية مخالفة المراد . وقيل : مخالفة المعاصي ، وهذا بناء منهم على أن الأمر شرطه الإرادة . قال : والعبادة ما كان طاعة لله منويا به سواء كان فعلا كالصلاة ، أو تركا كالزنا ، وقالت الحنفية : الوضوء ليس بعبادة ; لعدم افتقاره إلى النية ، ولنا : أن العبادة مشتقة من التعبد ، وعدم النية لا يمنع كونه عبادة ، وهكذا ذكره أصحابنا ، وعندي : أن العبادة والطاعة والقربة إنما يكون فعلا وتركا إذا فعل [ ص: 391 ] المكلف ذلك تعبدا أو تركه تعبدا ، فأما إذا فعله لا بقصد التعبد بل لغرض آخر ، أو ترك شيئا من المحرمات لغرض آخر غير التعبد ، فلا يكون ذلك عبادة منه لقوله تعالى : { ذلك خير للذين يريدون وجه الله } وأما إزالة النجاسة فإنما صحت من غير نية ; لأن طريقها الترك فصح ، وإن لم يقصد به التعبد ; لأنه عدم الفعل ، ولكن لا يثاب عليه إلا إذا قصد به الإزالة للصلاة أو لأجل النهي عنه ، فحينئذ يكون عبادة . وأما القربة فقال : ما كان معظم المقصود منه رجاء الثواب من الله تعالى . حكاه عنه القفال المروزي القاضي الحسين في " الأسرار " قال : ولا يرد عليه قضاء الديون ورد المغصوب ; لأن المقصود منها ، ومن سائر المعاملات النفع للآدمي .