الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
10 10 - من حديث nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو nindex.php?page=hadith&LINKID=650009عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " nindex.php?page=treesubj&link=28647_18301_28328_25986_32520_18446_28640_28642_18739_19092المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه "
خرجه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل بن أبي خالد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن عبد الله .
ثم قال :
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية : حدثنا داود ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16299عبد الأعلى ، عن داود ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر ، عن عبد الله .
ومقصود nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بهذا أن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة روى الحديث معنعنا إسناده كله .
nindex.php?page=showalam&ids=15854وداود بن أبي هند رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، واختلف عليه فيه ; فقال nindex.php?page=showalam&ids=16299عبد الأعلى : عن داود كذلك ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية : عن داود ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر قال : سمعت عبد الله - فذكر في حديثه تصريح nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي بالسماع له من nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو .
وإنما احتاج إلى هذا ; لأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لا يرى أن الإسناد يتصل بدون ثبوت لقي الرواة بعضهم لبعض ، وخصوصا إذا روى بعض أهل بلد عن بعض أهل بلد ناء عنه ; فإن أئمة أهل الحديث ما زالوا يستدلون على عدم السماع بتباعد بلدان [ ص: 33 ] الرواة ، كما قالوا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، وما أشبه ذلك .
وهذا الحديث قد رواه nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي وهو من أهل الكوفة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو وهو حجازي نزل مصر ولم يسكن العراق ; فاحتاج أن يذكر ما يدل على سماعه منه .
وقد كان nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو قدم مع nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية الكوفة عام الجماعة ، فسمع منه أهل الكوفة كأبي وائل ، وزر بن حبيش ، nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي .
وإنما خرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هذا الحديث من رواية المصريين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17060أبي الخير ، سمع nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=657065إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي المسلمين خير ؟ قال : " من سلم المسلمون من لسانه ويده " .
وهذا اللفظ يخالف لفظ رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وأما رواية " المسلم " فتقتضي حصر المسلم فيمن سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمراد بذلك المسلم الكامل الإسلام ، فمن لم يسلم المسلمون من لسانه ويده فإنه ينتفي عنه كمال الإسلام الواجب ; فإن nindex.php?page=treesubj&link=18301_34134سلامة المسلمين من لسان العبد ويده واجبة ; فإن أذى المسلم حرام باللسان وباليد ; فأذى اليد الفعل ، وأذى اللسان القول .
والظاهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما وصف المسلم بهذا في هذا الحديث ; لأن السائل كان مسلما قد أتى بأركان الإسلام الواجبة لله عز وجل ، وإنما يجهل دخول هذا القدر الواجب من حقوق العباد في الإسلام ، فبين له النبي - صلى الله عليه وسلم - ما جهله .
[ ص: 34 ] ويشبه هذا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما خطب في حجة الوداع ، وبين للناس حرمة دمائهم وأموالهم وأعراضهم - أتبع ذلك بقوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=703687سأخبركم من المسلم ! من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم " .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " صحيحه " من حديث فضالة بن عبيد .
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحيانا يجمع لمن قدم عليه يريد الإسلام بين ذكر حق الله وحق العباد ، كما في " مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد " عن nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=934585قال رجل : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : " أن تسلم قلبك لله ، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك " .
وفيه - أيضا - nindex.php?page=hadith&LINKID=700027عن nindex.php?page=showalam&ids=15579بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليسلم ، فقال له : أسألك بوجه الله ! بم بعثك الله ربنا إلينا ؟ قال : " بالإسلام " . قال : قلت : وما آية الإسلام ؟ قال : " أن تقول : أسلمت وجهي لله وتخليت ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة . وكل مسلم على مسلم محرم " . وذكر الحديث ، وقال فيه : قلت : يا رسول الله ، هذا ديننا ؟ قال : " هذا دينكم " .
[ ص: 35 ] nindex.php?page=treesubj&link=26063فأصل الهجرة هجران الشر ومباعدته ; لطلب الخير ، ومحبته ، والرغبة فيه .
والهجرة عند الإطلاق في كتاب السنة إنما تنصرف إلى هجران بلد الشرك إلى دار الإسلام ; رغبة في تعلم الإسلام والعمل به . وإذا كان كذلك فأصل الهجرة أن يهجر ما نهاه الله عنه من المعاصي ، فيدخل في ذلك هجران بلد الشرك رغبة في دار الإسلام ، وإلا فمجرد هجرة بلد الشرك مع الإصرار على المعاصي ليس بهجرة تامة كاملة ، بل الهجرة التامة الكاملة هجران ما نهى الله عنه ، ومن جملة ذلك هجران بلد الشرك مع القدرة عليه .