الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
9 9 - من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=650008nindex.php?page=treesubj&link=19527_30483_30502الإيمان بضع وستون شعبة ، والحياء شعبة من الإيمان " .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من هذا الوجه ، ولفظه " بضع وسبعون " .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من رواية nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير ، عن سهيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار - به ، وقال في حديثه : " بضع وسبعون ، أو بضع وستون " بالشك ، وهذا الشك من سهيل ، كذا جاء مصرحا به في " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان " وغيره .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من حديث ابن الهاد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار - به ، وقال في حديثه : " الإيمان سبعون أو اثنان وسبعون بابا " .
ورواه ابن عجلان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ، وقال : " ستون أو سبعون " .
وروي عنه أنه قال في حديثه : " ستون أو سبعون " أو بضع وأحد من العددين .
[ ص: 28 ] وروي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبيه - بهذا اللفظ أيضا .
وروي عنه بلفظ آخر ، وهو " الإيمان تسعة أو سبعة وسبعون شعبة " .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16656عمارة بن غزية وقال فيه : " الإيمان أربعة وسبعون بابا " .
وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16656عمارة بن غزية ، عن سهيل ، عن أبيه .
وسهيل لم يسمع من أبيه ، إنما رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح . فمدار الحديث على nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ، لا يصح عن غيره .
وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14798العقيلي أن أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار على ثلاث طبقات :
أثبات : nindex.php?page=showalam&ids=16867كمالك nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة .
ومشايخ : كسهيل ويزيد بن الهاد nindex.php?page=showalam&ids=17000وابن عجلان .
قال : وفي روايتهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار اضطراب ، وقال : إن هذا الحديث لم يتابع هؤلاء المشايخ عليه أحد من الأثبات عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ، ولا تابع nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح عليه أحد .
والطبقة الثالثة : الضعفاء ، فيروون عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار المناكير ، إلا أن الحمل فيها عليهم .
قلت : قد رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، وهو ثقة ثبت . وقد خرج حديثه في " الصحيحين " .
[ ص: 29 ] وأما الاختلاف في لفظ الحديث فالأظهر أنه من الرواة كما جاء التصريح في بعضه بأنه شك من nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح .
وزعم بعض الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر هذا العدد بحسب ما ينزل من خصال الإيمان ، فكلما نزلت خصلة منها ضمها إلى ما تقدم وزادها عليها .
وفي ذلك نظر .
وقد ورد في بعض روايات " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " عدد بعض هذه الخصال ، ولفظه : " أعلاها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان " .
فأشار إلى أن nindex.php?page=treesubj&link=34134خصال الإيمان منها ما هو قول باللسان ، ومنها ما هو عمل بالجوارح ، ومنها ما هو قائم بالقلب ، ولم يزد في شيء من هذه الروايات على هذه الخصال .
وقد انتدب لعدها طائفة من العلماء كالحليمي nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي nindex.php?page=showalam&ids=13260وابن شاهين وغيرهم ، فذكروا كل ما ورد تسميته إيمانا في الكتاب والسنة من الأقوال والأعمال ، وبلغ بها بعضهم سبعا وسبعين ، وبعضهم تسعا وسبعين .
وفي القطع على أن ذلك هو مراد الرسول - صلى الله عليه وسلم - من هذه الخصال عسر ، كذا قاله ابن الصلاح ، وهو كما قال .
وتبويب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على خصال الإيمان والإسلام والدين من أوله إلى آخره ، وما خرج فيه من الأحاديث ، وما استشهد به من الآيات والآثار الموقوفة ، إذا [ ص: 30 ] عدت خصاله ، وأضيف إليه أضداد ما ذكره في أبواب خصال النفاق والكفر - بلغ ذلك فوق السبعين أيضا ، والله أعلم .
وقد تكلم الراغب في كتاب " الذريعة " له على حصرها في هذا العدد بكلام عجيب جدا .
وفي قوله : " أعلاها قول : nindex.php?page=treesubj&link=28655_28656لا إله إلا الله " - ما يستدل به من يقول : إن هذه الكلمة أفضل الكلام مطلقا ، وإنها أفضل من كلمة الحمد . وفي ذلك اختلاف ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وغيره .
فإن قيل : فأهل الحديث والسنة عندهم أن كل طاعة فهي داخلة في الإيمان ، سواء كانت من أعمال الجوارح أو القلوب أو من الأقوال ، وسواء في ذلك الفرائض والنوافل . هذا قول الجمهور الأعظم منهم ، وحينئذ فهذا لا ينحصر في بضع وسبعين ، بل يزيد على ذلك زيادة كثيرة ، بل هي غير منحصرة .
قيل : يمكن أن يجاب عن هذا بأجوبة :
أحدها : أن يقال : إن عدد خصال الإيمان عند قول النبي - صلى الله عليه وسلم - كان منحصرا في هذا العدد ، ثم حدثت الزيادة فيه بعد ذلك حتى كملت خصال الإيمان في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا نظر .
والثاني : أن تكون خصال الإيمان كلها تنحصر في بضع وسبعين نوعا ، وإن كان أفراد كل نوع تتعدد كثيرا ، وربما كان بعضها لا ينحصر .
وهذا أشبه ، وإن كان الوقوف على ذلك يتعسر أو يتعذر .