الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
11 11 - من حديث بريد بن عبد الله بن أبي بردة ، عن جده nindex.php?page=showalam&ids=11935أبي بردة ، عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=650010قالوا : يا رسول الله ، أي الإسلام أفضل ؟ قال : " nindex.php?page=treesubj&link=28647_18301_30483_25986_16207_32520_18446_28640_30476_30502_18719_18739_19092من سلم المسلمون من لسانه ويده " .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا .
وخرج أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو nindex.php?page=hadith&LINKID=657065أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل : أي المسلمين خير ؟ قال : " من سلم المسلمون من لسانه ويده " ، كما تقدم ذكره .
فعلى هذه الرواية : أي المسلمين خير ؟ وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى : أي الإسلام أفضل ؟
قال ابن رجب :
والذي ظهر لي في الفرق بين " خير " و" أفضل " أن لفظة " أفضل " إنما تستعمل في شيئين اشتركا في غير فضل ، وامتاز أحدهما عن الآخر بفضل اختص به ، فهذا الممتاز قد شارك ذاك في الفضل واختص عنه بفضل زائد فهو ذاك .
وأما لفظة " خير " فتستعمل في شيئين في كل منهما نوع من الخير أرجح مما في الآخر ، سواء كان لزيادة عليه في ذاته أو في نفعه أو غير ذلك ، وإن اختلف جنساهما فترجيح أحدهما على الآخر يكون بلفظة " خير " . [ ص: 37 ] فيقال مثلا : النفع المتعدي خير من النفع القاصر ، وإن كان جنسهما مختلفا . ويقال : زيد أفضل من عمرو ، إذا اشتركا في علم أو دين ونحو ذلك ، وامتاز أحدهما على الآخر بزيادة .
وإن استعمل في النوع الأول لفظة " أفضل " مع اختلاف الجنسين ، فقد يكون المراد أن ثواب أحدهما أفضل من ثواب الآخر وأزيد منه ، فقد وقع الاشتراك في الثواب ، وامتاز أحدهما بزيادة منه .
وحينئذ nindex.php?page=treesubj&link=28640_18301_34134فمن سلم المسلمون من لسانه ويده إسلامه أفضل من إسلام غيره ممن ليس كذلك ; لاشتراكهما في الإتيان بحقوق الله في الإسلام من الشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ونحو ذلك ، وامتاز أحدهما بالقيام بحقوق المسلمين ، فصار هذا الإسلام أفضل من ذاك .
وأما المسلم فيقال : هذا أفضل من ذاك ; لأن إسلامه أفضل من إسلامه . ويقال : هو خير من ذاك ; لترجح خيره على خير غيره وزيادته عليه .