162- الفراء : شيخ النحاة :
هو يحيى بن زياد بن عبد الله بن منصور أبو زكريا الأسلمي النحوي الكوفي المعروف بالفراء شيخ النحاة . روى الحروف عن أبي بكر بن عياش وعلي بن حمزة الكسائي ومحمد بن حفص الحنفي .
روى القراءة عنه سلمة بن عاصم ومحمد بن الجهم ومحمد بن عبد الله بن مالك وهارون بن عبد الله .
قال العباس ثعلب : لولا لما كانت عربية لأنه خلصها وضبطها، توفي سنة سبع ومائتين في رجوعه من طريق الفراء مكة .
وجاء في الأعلام أنه ولد عام أربعة وأربعين ومائة من الهجرة وتوفي عام سبعة ومائتين كما جاء فيه أنه صنف كثيرا وأملى " معاني القرآن " في مجالس عامة كان في جملة من يحضرها نحو ثمانين قاضيا .
انتهى ملخصا من غاية النهاية الجزء الثاني ص (371 - 372) تقدم ، وانظر الأعلام للزركلي الجزء التاسع ص (178) تقدم .
163- الإمام النووي رضي الله تعالى عنه :
هو أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف بن مرى بن حسن الحزامي الحراني النووي الشافعي . علامة بالفقه والحديث مولده ووفاته في نوا من قرى حوران بسورية وله تصانيف كثيرة وجليلة منها : " المنهاج والمجموع شرح المهذب " كلاهما في فقه الشافعية و " التبيان : في آداب حملة القرآن " و " شرح صحيح " وغيرها كثير . ولد سنة إحدى وثلاثين وستمائة للهجرة . وتوفي سنة ست وسبعين وستمائة رحمه الله تعالى . مسلم
[ ص: 738 ] انظر الأعلام للزركلي الجزء التاسع ص (184 - 185) تقدم .
164- الإمام أبو جعفر المدني أحد الأئمة العشرة رضي الله عنه :
هو أحد القراء العشرة تابعي مشهور كبير القدر يقال اسمه يزيد بن القعقاع الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القاري جندب بن فيروز وقيل فيروز ، عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وروى عنهم . ويقال إنه قرأ على قال زيد بن ثابت ولم يصح . قال الحافظ الذهبي ابن الجزري : روينا عنه أنه أتى به إلى - رضي الله عنها - وهو صغير فمسحت على رأسه ودعت له بالبركة وصلى أم سلمة بابن عمر - رضي الله عنهما - وأقرأ الناس قبل الحرة ، والحرة سنة ثلاث وستين ، روى القراءة عنه - أحد الأئمة السبعة - نافع بن أبي نعيم وسليمان بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان أحد الأئمة السبعة - وأبو عمرو - وهو ابن العلاء البصري وعبد الرحمن بن زيد وإسماعيل ابناه ويعقوب وميمونة بنته . . . وأثنى عليه أهل العلم فقال : سألت أبي عنه فقال : صالح الحديث . وقال ابن أبي حاتم يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري : كان إمام الناس . وقال أبو جعفر حدثوني عن ابن مجاهد عن الأصمعي أبي الزناد قال : لم يكن أحد أقرأ للسنة من وكان يقدم في زمانه على أبي جعفر . عبد الرحمن بن هرمز الأعرج
وقال : كان مالك رجلا صالحا يقرئ الناس أبو جعفر بالمدينة . وروى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وهو صوم داود عليه السلام ، واستمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال : إنما فعلت ذلك أروض به نفسي لعبادة الله تعالى .
قال الحافظ ابن الجزري : وقرأ بخط الأستاذ أبي عبد الله القصاع أنه كان يصلي في جوف الليل أربع تسليمات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل ويدعو عقيبها لنفسه والمسلمين ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته بعده وقبله .
وقال سليمان بن مسلم شهدت وقد حضرته الوفاة جاءه أبا جعفر أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجبهم فقال شيبة :
[ ص: 739 ] وكان ختنه على ابنة ألا أريكم عجبا؟ قالو : بلى ، فكشف عن صدره فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال أبي جعفر أبو حازم وأصحابه : هذا والله نور القرآن .
قال لما غسل نافع بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف ، قال فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن ، مات أبو جعفر أبو جعفر بالمدينة المنورة سنة ثلاثين ومائة وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل سنة تسع وعشرين وقيل سنة سبع وعشرين وقيل سنة ثمان وعشرين وأبعد في كامله حيث قال : سنة عشر . الهذلي
هذا : وذكر الحافظ ابن الجزري بإسناده إلى سليمان بن أبي سليمان العمري قال : رأيت على أبا جعفر الكعبة يعني في المنام فقلت : فقال : نعم ، أقرئ إخواني السلام وأخبرهم أن الله جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين وأقرئ أبا جعفر أبا حازم السلام وقل له يقول لك الكيس الكيس فإن الله وملائكته يتراءون مجلسك بالعشيات ووجدت بخط أبو جعفر أبي عبد الله محمد بن إسرائيل القصاع أنه يعني رؤي في المنام بعد وفاته على صورة حسنة فقال للذي رآه بشر أصحابي وكل من قرأ قراءتي أن الله قد غفر لهم ، وأجاب فيهم دعوتي ومرهم أن يصلوا هذه الركعات في جوف الليل كيف استطاعوا . أبا جعفر
انتهى ملخصا من غاية النهاية الجزء الثاني (ص 382 - 384) تقدم .
165- الإمام يعقوب الحضرمي أحد الأئمة العشرة رضي الله عنه :
هو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق أبو محمد الحضرمي مولاهم البصري أحد القراء العشرة وإمام أهل البصرة ومقريها . أخذ القراءة عرضا عن سلام الطويل ومهدي بن ميمون وأبي الأشهب العطاردي وشهاب بن شرنفة ومسلمة بن محارب وعصمة بن عروة الفقيمي ويونس بن عبيد . وروى عن سلام حرف بالإدغام . وسمع الحروف من أبي عمرو الكسائي ومحمد بن زريق الكوفي عن . وسمع من عاصم حروفا . وروى حمزة ابن المنادى أنه قرأ على قال أبي عمرو أبو عبد الله القصاع : وما ذلك ببعيد لأن توفي أبا عمرو سبع وثلاثون سنة . وليعقوب
قال : قرأت على يعقوب سلام في سنة ونصف وقرأت على شهاب بن شرنفة [ ص: 740 ] المجاشعي في خمسة أيام وقرأ شهاب على مسلمة بن محارب المحاربي في تسعة أيام ، وقرأ مسلمة على على أبي الأسود الدؤلي رضي الله عنه . علي
قال الحافظ ابن الجزري : وقراءته على عن أبي الأشهب أبي رجاء عن أبي موسى في غاية العلو . روى القراءة عنه خلق كثيرون منهم . زيد ابن أخيه أحمد وكعب بن إبراهيم وعمر السراج ، وأبو بشر القطان ، ومسلم بن سفيان المفسر وروح بن عبد المؤمن ومحمد بن المتوكل رويس ومحمد بن وهب الفزاري ، وأبو حاتم السجستاني وروح بن قرة ، وأبو الفتح النحوي وأبو هاشم الرفاعي ، وغير هؤلاء كثير . وأبو عمر الدوري
قال - عن أبو حاتم السجستاني - هو أعلم من رأيت بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه ومذاهب النحو أروى الناس لحروف القرآن ولحديث الفقهاء . يعقوب
وقال وائتم الداني : بيعقوب في اختياره عامة البصريين بعد فهم أو أكثرهم على مذهبه قال : وقد سمعت أبي عمرو طاهر بن غلبون يقول : إمام الجامع بالبصرة لا يقرأ إلا بقراءة . قال يعقوب سئل ابن أبي حاتم عنه فقال : صدوق وسئل عنه أبي فقال : صدوق . أحمد بن حنبل
قال الحافظ ابن الجزري : وكان من أعلم أهل زمانه بالقرآن والنحو وغيره وأبوه وجده . يعقوب
قال : أنشدني فيه الأهوازي أبو عبدون اللالكائي لنفسه :
أبوه من القراء كان وجده ويعقوب في القراء كالكوكب الدري تفرده محض الصواب ووجهه
فمن مثله في وقته وإلى الحشر
قال وغيره مات في ذي الحجة سنة خمس ومائتين وله ثمان وثمانون سنة ومات أبوه عن ثمان وثمانين سنة وكذلك جده وجد أبيه رحمهم الله تعالى . انتهى ملخصا من غاية النهاية الجزء الثاني ص (386 - 389) تقدم . البخاري
[ ص: 741 ] 166- الحافظ ابن عبد البر : سنة 368 - 463 هـ - 978 - 1071 م :
هو من كبار حفاظ الحديث مؤرخ أديب بحاثة . يقال له حافظ المغرب . ولد يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي - أبو عمر - بقرطبة ورحل رحلات طويلة وولي قضاء لشبونة وشنترين وتوفي بشاطبة ، من كتبه : " الدرر في اختصار المغازي والسير " و " العقل والعقلاء " و " الاستيعاب " مجلدان في تراجم الصحابة و " جامع بيان العلم وفضله " و " المدخل في القراءات " و " بهجة المجالس وأنس المجالس " في المحاضرات أربعة أجزاء طبعت منه قطعة و " الانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء " ترجم به مالكا وأبا حنيفة والشافعي و " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " كبير جدا طبع منه جانبا و " الاستذكار في شرح مذاهب علماء الأمصار " طبع قسم منه وهو اختصار التمهيد وغير ذلك . انتهى مختصرا من الأعلام للزركلي الجزء التاسع ص (316 - 317) تقدم .
167- الإمام الهذلي : صاحب الكامل :
هو يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة أبو القاسم الهذلي اليشكري الأستاذ الكبير والعلم الشهير الجوال . ولد في حدود التسعين وثلاثمائة تخمينا وطاف البلاد في طلب القراءات فلا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته ولا لقي من لقي من الشيوخ قال في كتابه " الكامل " فجملة من لقيت في هذا العالم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا من آخر المغرب إلى باب فرغانة يمينا وشمالا وجبلا وبحرا ولو علمت أحدا تقدم علي في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته قال : وألفت هذا الكتاب فجعلته جامعا للطرق المتلوة والقراءات المعروفة ونسخت به مصنفاتي كالوجيز والهادي قلت : كذا ترى همم السادات في الطلب وكانت رحلته في سنة خمس وعشرين وبعدها .
قال الأمير ابن ماكولا : كان يدرس علم النحو ويفهم الكلام وذكره عبد الغافر ونعته بأنه ضرير فيحتمل أنه عمي في آخر عمره وكان قد قرره الوزير نظام الدين في مدرسته بنيسابور فقعد سنين وأفاد وكان مقدما في النحو والصرف
[ ص: 742 ] وعلل القراءات وكان يحضر مجلس أبي القاسم القشيري ويأخذ منه الأصول وكان القشيري يراجعه في مسائل في النحو والقراءات ويستفيد منه وكان حضوره سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وقد ذكر شيوخه الذين أخذ عنهم القراءات في كتابه وعدتهم مائة واثنان وعشرون شيخا في كامله منهم : إبراهيم بن أحمد الإربلي وإبراهيم بن الخطيب ببغداد وأحمد بن رجاء بعسقلان وأحمد بن الصقر ببغداد وأحمد بن محمد بن علان بواسط وأحمد بن علي بن هاشم بمصر وأحمد بن علي بالإسكندرية إلى آخر المائة والعشرين شيخا الذين ذكرهم المترجم له في كتابه " الكامل " وروى عنه الكثير منهم : إسماعيل بن الإخشيد وسمع منه الكامل وكذلك عبد الواحد بن حمد بن شيدة السكري وأبو بكر بن محمد بن زكريا الأصبهاني النجار وقرأ عليه بمضمن كامله وسمعه منه أبو العز القلانسي وغير هؤلاء . مات سنة خمس وستين وأربعمائة . الهذلي
انتهى مختصرا من غاية النهاية للحافظ ابن الجزري الجزء الثاني ص (397 - 401) تقدم .
168- الأزرق صاحب : ورش
هو يوسف بن عمر بن يسار ويقال سيار . قال : والصواب الداني يسار وأخطأ من قال بشار بالموحدة والمعجمة أبو يعقوب المدني ثم المصري المعروف بالأزرق ثقة محقق ضابط . أخذ القراءة عرضا وسماعا عن وهو الذي خلفه في القراءة والإقراء ورش بمصر وعرض على سقلاب ومعلى بن دحية .
روى القراءة عنه عرضا إسماعيل بن عبد الله النحاس ومحمد بن سعيد الأنماطي وأبو بكر عبد الله بن مالك بن سيف وهو آخرهم موتا ومواس بن سهل . توفي في حدود الأربعين ومائتين .
انتهى ملخصا من غاية النهاية الجزء الثاني ص (402) تقدم .
[ ص: 743 ] وهنا تمت تراجم الأعلام الذين ورد ذكرهم في كتابنا " هداية القاري إلى تجويد كلام الباري " والله نسأل أن ينفعنا بعلمهم والسير على منوالهم .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
المؤلف
عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي