بسم الله الرحمن الرحيم
آ. (1) قوله: عم : قد تقدم أن يدخل هاء السكت عوضا من ألف "ما" الاستفهامية في الوقف. ونقل عن البزي أنه يقرأ "عمه" بالهاء وصلا، أجرى الوصل مجرى الوقف. وقرأ ابن كثير عبد الله وأبي "عما" بإثبات الألف. وقد تقدم أنه يجوز ضرورة أو في قليل من الكلام. ومنه: وعكرمة
4464- على ما قام يشتمني لئيم كخنزير تمرغ في رماد
وتقدم أن جعل منه الزمخشري بما غفر لي ربي في يس . و"عم" فيه قولان، أحدهما: - وهو الظاهر - أنه متعلق بـ "يتساءلون" هذا الظاهر. قال أبو إسحاق: "الكلام تام في قوله: "عم يتساءلون"، [ ص: 648 ] ثم كان مقتضى القول أن يجيب مجيب، فيقول: يتساءلون عن النبأ العظيم، فاقتضى إيجاز القرآن وبلاغته أن يبادر المحتج بالجواب الذي تقتضيه الحال والمحاورة اقتضابا للحجة، وإسراعا إلى موضع قطعهم". والثاني: أنه متعلق بفعل مقدر ويتعلق عن النبإ العظيم بهذا الفعل الظاهر. قال : "وعن الزمخشري أنه قرأ "عمه" بهاء السكت. ولا يخلو: إما أن يجري الوصل مجرى الوقف، وإما أن يقف ويبتدئ ابن كثير يتساءلون عن النبإ العظيم على أن يضمر "يتساءلون"; لأن ما بعده يفسره كشيء يبهم ثم يفسر".